الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 1402 - الجزء 4

  كما يقال مُسْلِمُونَ إذا سُمِّى به على حاله. وكذلك القول فى أَذْرِعَاتٍ وعَاناتٍ وعُرَيتناتٍ.

  والْعَارِفُ: الصبورُ. يقال: أصيب فلان فَوُجِدَ عَارِفاً. والعَرُوفُ مثله. قال عنترة:

  فصَبَرْتُ عَارِفَةً لذلك حُرَّةً ... ترْسُو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ⁣(⁣١)

  يقول: حبستُ نَفْساً عارِفَةً، أى صابرةً.

  والعارفَةُ أيضا: الْمَعْرُوفُ.

  ورجلٌ عَروُفَةٌ بالأمور، أى عارفٌ بها؛ والهاء للمبالغة.

  والْعَرِيفُ والْعَارِفُ بمعنىً، مثل عليمٍ وعالمٍ.

  وأنشد الأخفش⁣(⁣٢):

  أَوَكُلمَا وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة ... بعثوا إلىَ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ

  أى عَارِفَهُمْ.

  والْعَرِيفُ: النقيبُ، وهو دون الرئيس، والجمع: عُرَفَاءُ. تقول منه عَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَةً، مثل خُطب خَطَابَةً، أى صار عَرِيفاً، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً، مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابَةً.

  والتَّعْرِيفُ: الإعْلَامُ. والتَّعْرِيفُ أيضاً: إنشادُ الضالّةِ. والتَّعْرِيفُ: التطييب، من العَرْفِ. وقوله تعالى: {عَرَّفَها لَهُمْ} أى طَيَّبَهَا. قال الشاعر يخاطب رجلاً ويمدحه:

  * عَرُفْتَ كَإتْبٍ عَرَّفَتْهُ اللَّطَائِمُ*

  يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ، وهو البَقِيرُ.

  والعَرَّافُ: الكاهنُ والطبيبُ. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  فقلت لِعَرَّافِ اليمامةِ داوِنِى ... فإنك إن أَبْرَأْتَنِى لَطبِيبُ

  والتَّعْرِيفُ: الوقوفُ بعَرَفَاتٍ. يقال: عَرَّفَ الناسُ، إذا شَهِدُوا عَرَفَاتٍ، وهو المُعَرَّفُ، للموقف.

  والاعْتِرَافُ بالذنب: الإقرارُ به. واعْتَرَفْتُ القومَ، إذا سألتَهم عن خبر لِتَعْرِفَهُ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  أَسَائِلةٌ عُمَيْرَةُ عن أبيها ... خِلال الرَكْبِ⁣(⁣٥) تَعْتَرِفُ الرِكَابا

  وربَّما وضعوا اعْتَرَفَ موضعَ عَرَفَ، كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ. قال أبو ذؤيب يصف سحابا:


(١) قبله:

وعلمت أن منيتي إن تأتني ... لا ينجني منها الفرار الأسرع

(٢) لطريف بن عمرو الغَنَوِىّ.

(٣) عروة بن حزام.

(٤) فى نسخة زيادة: بشر بن أبى خازم.

(٥) ويروى: «خلال الجيش».