فصل العين
  كما يقال مُسْلِمُونَ إذا سُمِّى به على حاله. وكذلك القول فى أَذْرِعَاتٍ وعَاناتٍ وعُرَيتناتٍ.
  والْعَارِفُ: الصبورُ. يقال: أصيب فلان فَوُجِدَ عَارِفاً. والعَرُوفُ مثله. قال عنترة:
  فصَبَرْتُ عَارِفَةً لذلك حُرَّةً ... ترْسُو إذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ(١)
  يقول: حبستُ نَفْساً عارِفَةً، أى صابرةً.
  والعارفَةُ أيضا: الْمَعْرُوفُ.
  ورجلٌ عَروُفَةٌ بالأمور، أى عارفٌ بها؛ والهاء للمبالغة.
  والْعَرِيفُ والْعَارِفُ بمعنىً، مثل عليمٍ وعالمٍ.
  وأنشد الأخفش(٢):
  أَوَكُلمَا وَرَدَتْ عُكاظَ قبيلة ... بعثوا إلىَ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ
  أى عَارِفَهُمْ.
  والْعَرِيفُ: النقيبُ، وهو دون الرئيس، والجمع: عُرَفَاءُ. تقول منه عَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَةً، مثل خُطب خَطَابَةً، أى صار عَرِيفاً، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً، مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابَةً.
  والتَّعْرِيفُ: الإعْلَامُ. والتَّعْرِيفُ أيضاً: إنشادُ الضالّةِ. والتَّعْرِيفُ: التطييب، من العَرْفِ. وقوله تعالى: {عَرَّفَها لَهُمْ} أى طَيَّبَهَا. قال الشاعر يخاطب رجلاً ويمدحه:
  * عَرُفْتَ كَإتْبٍ عَرَّفَتْهُ اللَّطَائِمُ*
  يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ، وهو البَقِيرُ.
  والعَرَّافُ: الكاهنُ والطبيبُ. قال الشاعر(٣):
  فقلت لِعَرَّافِ اليمامةِ داوِنِى ... فإنك إن أَبْرَأْتَنِى لَطبِيبُ
  والتَّعْرِيفُ: الوقوفُ بعَرَفَاتٍ. يقال: عَرَّفَ الناسُ، إذا شَهِدُوا عَرَفَاتٍ، وهو المُعَرَّفُ، للموقف.
  والاعْتِرَافُ بالذنب: الإقرارُ به. واعْتَرَفْتُ القومَ، إذا سألتَهم عن خبر لِتَعْرِفَهُ. قال الشاعر(٤):
  أَسَائِلةٌ عُمَيْرَةُ عن أبيها ... خِلال الرَكْبِ(٥) تَعْتَرِفُ الرِكَابا
  وربَّما وضعوا اعْتَرَفَ موضعَ عَرَفَ، كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ. قال أبو ذؤيب يصف سحابا:
(١) قبله:
وعلمت أن منيتي إن تأتني ... لا ينجني منها الفرار الأسرع
(٢) لطريف بن عمرو الغَنَوِىّ.
(٣) عروة بن حزام.
(٤) فى نسخة زيادة: بشر بن أبى خازم.
(٥) ويروى: «خلال الجيش».