الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حلق

صفحة 1462 - الجزء 4

  والْأَحَقُ من الخيل: الذى لا يَعْرَقُ. أنشد أبو عمرو لرجل من الأنصار⁣(⁣١):

  وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَهَوَاتِ سَاطٍ ... كُمَيْتٌ لا أَحَقُ ولا شَئِيتُ⁣(⁣٢)

  وقال الأصمعى فى تفسير هذا البيت: الأقدرُ الذى يحوز حَافِرَا رجليْه حافرىْ يديه. والشَئِيتُ: الذى يَقْصُرُ حَافِرَا رجلْيه عن حافرىْ يديه.

  والْأَحَقُ: الذى يطبِّق حافرَا رجليه حافرىْ يديه ومصدره الْحَقَقُ.

  والْحَقْحَقَةُ: أَرْفَعُ السَيْرِ وأَتْعَبُهُ للظَهر. وفى الحديث أن مطرِّف بن عبد الله بن الشَخِّير قال لابنه لَمَّا اجتهد فى العبادة: «خيرُ الأمور أوساطها والحسَنة بين السيِّئتين، وشرُّ السيرِ الْحَقْحَقَةُ». ويقال هو السَيْرُ فى أوّل الليل، ونُهِىَ عن ذلك.

[حلق]

  الْحَلْقَةُ بالتسكين: الدُرُوعُ. وكذلك حَلْقَةُ الباب وحَلْقَةُ القومِ، والجمع الْحَلَقُ على غير قياس. وقال الأصمعىّ: الجمعِ حِلَقٌ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وقَصْعَةٍ وقِصَعٍ. وحكى يونس عن أبى عمرو بن العلاء حَلَقَةً فى الواحد بالتحريك، والجمع حَلَقٌ وحَلَقَاتٌ. وقال ثعلبٌ: كلُّهم يجيزه على ضَعْفِهِ. وأنشد:

  أَرِطُّوا فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقَاتِكُمْ ... عسى أن تَفُوزُوا أن تكونوا رَطَائِطا⁣(⁣٣)

  قال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو الشيبانىَّ يقول: ليس فى الكلام حَلَقَةٌ بالتحريك إلّا فى قولهم: هؤلاء قومٌ حَلَقَةٌ، للذين يَحْلِقُونَ الشَعَرَ: جمعُ حَالِقٍ.

  والْحَلْقُ. الْحُلْقُومُ؛ والجمع الْحُلُوقُ.

  والْحِلْقُ، بالكسر: خاتَم المَلِكِ. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  فَفَارَ بِحِلْقِ المُنْذِرِ بن مُحَرِّقِ ... فَتىً مِنهمُ رِخْوُ النَجَادِ كرِيمُ

  والْحِلْقُ أيضا: المالُ الكثير. يقال: جاء فلان بِالْحِلْقِ والإحرافِ.

  وتَحْلِيقُ الطائر: ارتفاعه فى طيرانه.

  وإبلٌ مُحَلَّقَةٌ: وَسْمُها الْحَلَقُ. ومنه قول الشاعر⁣(⁣٥):


(١) هو عدىّ بن خَرَشَةَ الخطمىّ.

(٢) قال ابن سيده: هذه رواية أبى عبيد، ورواية ابن دريد:

بأجرد من عتاق الخيل نهد ... جواد لا أحق ولا ئشيت

والشَّئيِتُ: الذى يقصر موقعُ حافره رِجله عن موقع حافرٍ يده. وذلك أيضاً عَيْبٌ.

(٣) قبله.

مهلا بنى رومان بعض وعيدكم ... وإياكم والهلب منىرعضارطا

(٤) هو جرير.

(٥) فى نسخة زيادة: أبى وجْزَةَ السعدىِّ.