الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أبل

صفحة 1618 - الجزء 4

بابُ الّلامْ

فصل الألف

[أبل]

  الْإِبْلُ لا واحد لها من لفظها، وهى مؤنَّثة لأنَّ أسماء الجموع التى لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازمٌ.

  وإذا صغّرتها أدخلتها الهاء، فقلت أُبَيْلَةٌ وغُنَيْمَةٌ، ونحو ذلك. وربَّما قال لِلْإِبِلِ إبْلٌ، يسكّنون الباء لتخفيف. والجمع آبَالٌ. وإذا قالوا إبَلانِ وغَنَمَانِ فإنَّما يريدون قطيعين من الْإِبِل والغنم.

  وأرضٌ مَأْبَلَةٌ: ذاتُ إبِلٍ.

  والنسبة إلى الْإِبِلِ إِبَلِىٌ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالى الكسَرات.

  وإبِلٌ أُبَّلٌ، مثال قُبَّرٍ، أى مُهْمَلَةٌ. فإن كانت للقُنْيَةِ فهى إِبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ. فإن كانت كثيرة قيل إِبِلٌ أَوَابِلُ.

  قال الأخفش: يقال جاءت إِبِلُكَ أَبَابِيلَ، أى فِرَقاً. وطيرٌ أَبَابِيلُ. قال: وهذا يجئ فى معنى التكثير؛ وهو من الجَمْع الذى لا واحد له. وقد قال بعضهم: واحدُه إِبَّوْلٌ، مثل عِجَّوْل. وقال بعضهم: إِبِّيلٌ. قال: ولم أجد العرب تعرف له واحداً

  وأَبَلَتِ الْإِبِلُ والوحشُ تَأْبِلُ وتَأْبُلُ أُبُولاً، أى اجتزَأْتْ بالرُطْبِ عن الماء. ومنه قول لبيد:

  وإذا حَرَّكْتُ رِجْلِى أَرْقَلَتْ ... بِىَ تَعْدُو عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ

  الواحد آبِلٌ، والجمع أُبَّالٌ، مثل كافرٍ وكفّار.

  وأَبِلَ الرجلُ عن امرأته، إذا امتنع من غشيانها، وتَأَبَّلَ. وفى الحديث: «لقد تَأَبَّلَ آدم # على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يصيب حَوَّاء».

  وأَبِلَ الرجلُ بالكسر يَأْبَلُ أَبَالَةً، مثل شَكِسَ شَكَاسَةً، وتَمِهَ تَمَاهَةً، فهو أَبِلٌ وآبِلٌ، أى حاذقٌ بمصلحة الْإِبِل.

  وفلان من آبِلِ الناس، أى من أشدّهم تأنُّقاً فى رِعْيَةِ الْإِبِلِ وأعلمهم بها.

  ورجلٌ إِبَلِىٌ بفتح الباء، أى صاحب إِبِلٍ.

  وأَبَّلَ الرجلُ، أى اتخذ إبِلاً واقتناها. وقال حُميد بن ثور⁣(⁣١):


(١) فى بعض النسخ بدله «طُفَيْلٌ». وفى اللسان: قال طفيل فى تشديد الباء. وفى المخطوطات «طفيل» أيضاً.