الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خسأ

صفحة 47 - الجزء 1

  كأنّ خُرُوءَ الطير فوق رُءُوسهم ... إذا اجتمعت قيسٌ معاً وتميمُ

  أى من ذُلِّهِمْ.

  وقد خَرِئَ خَراءةً، مثل كَرِهَ كراهةً، قال الأعشى:

  * يُعْجِلُ كَفَ الخَارِئِ المُطيبِ⁣(⁣١) *

  ويقال للمَخْرَجِ: مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ.

[خسأ]

  خسأت الكلب خَسْأً: طردته، وخسأ الكلب بنفسه يتعدى ولا يتعدى. وانخسأ أيضاً.

  وقال:

  * كالكلب إن قلت له اخْسَأْ فانخسأ*

  أبو زيد: خسأ بصرُهُ خَسْأً وخُسوءاً، أى سَدِرَ، ومنه قوله تعالى: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ}.

  وتخاسأ القوم بالحجارة: تراموا بها، وكانت بينهم مخَاسَأَة.

[خطأ]

  الخطأ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. وقُرِئ بهما قوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً} تقول منه: خطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت؛ وبعضهم يقوله.

  والْخِطْءُ: الذنْبُ، فى قوله تعالى: {إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً}، أى إثْمًا، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً؛ على فِعْلَةٍ، والاسم: الخَطِيئَةُ، على فَعِيلة. ولك أن تشدِّد الياء، لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واوٌ ساكنة قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للإلحاق، ولا هما من نفس الكلمة - فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واواً، وبعد الياء ياءً، وتُدغِم فتقول فى مَقْرُوءٍ: مَقْرُوّ، وفى خَبِئٍ: خَبِىٌّ، بتشديد الواو والياء.

  وقولهم: ما أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ.

  أبو عبيدة: خَطِئَ وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:

  * يا لهف هندٍ إذ خَطِئْنَ كَاهِلا⁣(⁣١) *

  أى أَخْطَأْنَ.

  قال: وفى المَثَلِ: «مع الخَوَاطِئِ سهمٌ صائبٌ»؛ يضرب للذى يُكْثِرُ الخطأ، ويأتى الأحيان بالصواب.

  وقال الأموىّ: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره؛ والخاطئ: من تعمَّد لما لا ينبغى.

  وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت له: أخطأت، يقال: إن أخطأتُ فخطِّئْني.


(١) وقبله:

وشعر الاستاد في الجبوب

وبعده:

يا رخما قاظ على مطلوب

(١) الرجز لامرئ القيس:

يا لهف هند اذ خطائن كاهلا ... تالله لا يذهب شيخي باطلا

حتى ابيد مالكا وكاهلا ... القاتلين الملك الحلاحلا