الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الباء

صفحة 1641 - الجزء 4

  وفى الحديث. «بُلُّوا أرحامكم ولو بالسَلام» أى نَدُّوها بالصلة.

  وقولهم: بَلَّكَ الله بابْنٍ، أى رزقكَه، يدعو له.

  وبَلِلْتَ به، بالكسر، إذا ظفِرْتَ به وصار فى يدك. يقال: لئن بَلَّتْ بك يدى لا تفارقنى أو تؤدِّىَ حقِّى. قال ابن أحمر:

  وَبَلِّى إنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحىٍ ... من الفتيانِ لا يُضحِى⁣(⁣١) بَطِينا

  ويروى: «فَبَلِّى يا غَنِىُّ ...».

  ورجلٌ أَبَلُ بيِّن الْبَلَلِ، إذا كان حلّافاً ظلوماً.

  وذكر أبو عبيدة أن الْأَبَلَ الفاجر. وأنشد للمسيَّب بن عَلَسٍ:

  أَلَا تَتَّقُونَ الله يا آلَ عَامِرٍ ... وهل يَتَّقِى الله الْأَبَلُ المُصَمِّمُ

  وقال الأصمعى: أَبَلَ الرجلُ يُبِلُ إبْلَالاً، إذا امتنع وغَلَبَ.

  وقال الكسائى: رجلٌ أَبَلُ وامرأةٌ بَلَّاءُ، وهو الذى لا يُدْرَكُ ما عنده من اللؤم.

  وصَفَاةٌ بَلَّاءُ، أى ملساءُ.

  وبَلْ، مخفّفٌ: حرفٌ يعطف بها الحرف الثانى على الأول فيلزمه مثل إعرابه، وهو للإضراب عن الأول للثانى، كقولك: ما جاءنى زيدٌ بَلْ عمروٌ، وما رأيت زيداً بَلْ عَمْراً، وجاءنى أخوك بَلْ أبوك، تعطف بها بعد النفى والإثبات جميعاً.

  وربما وضَعوه موضع رُبَّ، كقول الراجز⁣(⁣٢):

  * بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بعد مَهْمَهٍ⁣(⁣٣) *

  يعنى رُبَّ مَهْمَهٍ، كما يوضع الحرف موضعَ غيره اتَّساعاً. وقال آخر⁣(⁣٤):

  * بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ⁣(⁣٥) *

  وقوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ١ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ} قال الأخفش عن بعضهم: إنَ بَلْ هاهنا بمعنى إنَّ، فلذلك صار القَسَمَ عليها. قال: وربّما استعملتْ العربُ فى قطع كلامٍ واستئناف آخر، فيُنشد الرجل منهم الشِعْرَ فيقول بَلْ:

  * ما هَاجَ أحزاناً وشَجْواً قد شَجَا*

  ويقول بَلْ:


(١) فى اللسان: «لا يمشى».

(٢) هو رؤبة.

(٣) قبله:

أعمى الهدى بالجاهلين انعمه

(٤) هو سؤر.

الذئب.

(٥) بعده:

بمسى بها وحوشها قد جئفت