فصل الباء
  وفى الحديث. «بُلُّوا أرحامكم ولو بالسَلام» أى نَدُّوها بالصلة.
  وقولهم: بَلَّكَ الله بابْنٍ، أى رزقكَه، يدعو له.
  وبَلِلْتَ به، بالكسر، إذا ظفِرْتَ به وصار فى يدك. يقال: لئن بَلَّتْ بك يدى لا تفارقنى أو تؤدِّىَ حقِّى. قال ابن أحمر:
  وَبَلِّى إنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحىٍ ... من الفتيانِ لا يُضحِى(١) بَطِينا
  ويروى: «فَبَلِّى يا غَنِىُّ ...».
  ورجلٌ أَبَلُ بيِّن الْبَلَلِ، إذا كان حلّافاً ظلوماً.
  وذكر أبو عبيدة أن الْأَبَلَ الفاجر. وأنشد للمسيَّب بن عَلَسٍ:
  أَلَا تَتَّقُونَ الله يا آلَ عَامِرٍ ... وهل يَتَّقِى الله الْأَبَلُ المُصَمِّمُ
  وقال الأصمعى: أَبَلَ الرجلُ يُبِلُ إبْلَالاً، إذا امتنع وغَلَبَ.
  وقال الكسائى: رجلٌ أَبَلُ وامرأةٌ بَلَّاءُ، وهو الذى لا يُدْرَكُ ما عنده من اللؤم.
  وصَفَاةٌ بَلَّاءُ، أى ملساءُ.
  وبَلْ، مخفّفٌ: حرفٌ يعطف بها الحرف الثانى على الأول فيلزمه مثل إعرابه، وهو للإضراب عن الأول للثانى، كقولك: ما جاءنى زيدٌ بَلْ عمروٌ، وما رأيت زيداً بَلْ عَمْراً، وجاءنى أخوك بَلْ أبوك، تعطف بها بعد النفى والإثبات جميعاً.
  وربما وضَعوه موضع رُبَّ، كقول الراجز(٢):
  * بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بعد مَهْمَهٍ(٣) *
  يعنى رُبَّ مَهْمَهٍ، كما يوضع الحرف موضعَ غيره اتَّساعاً. وقال آخر(٤):
  * بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ(٥) *
  وقوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ١ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ} قال الأخفش عن بعضهم: إنَ بَلْ هاهنا بمعنى إنَّ، فلذلك صار القَسَمَ عليها. قال: وربّما استعملتْ العربُ فى قطع كلامٍ واستئناف آخر، فيُنشد الرجل منهم الشِعْرَ فيقول بَلْ:
  * ما هَاجَ أحزاناً وشَجْواً قد شَجَا*
  ويقول بَلْ:
(١) فى اللسان: «لا يمشى».
(٢) هو رؤبة.
(٣) قبله:
أعمى الهدى بالجاهلين انعمه
(٤) هو سؤر.
الذئب.
(٥) بعده:
بمسى بها وحوشها قد جئفت