الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

دخل

صفحة 1696 - الجزء 4

[دخل]

  دَخَلَ دُخُولاً⁣(⁣١). يقال: دَخَلْتُ البيت.

  والصحيح فيه أن تريد دَخَلْتُ إلى البيت وحذفت حرف الجرّ فانتصب انتصابَ المفعول به، لأنَّ الأمكنة على ضربين: مبهمٌ ومحدودٌ، فالمبهم نحو جهاتِ الجسم السِتِّ خلفٌ وقدّامٌ، ويمينٌ وشمالٌ، وفوقٌ وتحت، وما جرى مجرى ذلك من أسماء هذه الجهات، نحو أمامٍ ووراءِ، وأعلى وأسفل، وعند ولَدُنْ، ووَسْط بمعنى بَيْنَ، وقُبَالَةٍ. فهذا وما أشبهه من الأمكنة يكون ظرفاً؛ لأنّه غير محدود. ألَا ترى أن خلفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك. فأمَّا المحدودُ الذى له خِلقةٌ وشخصٌ وأقطارٌ تَحُوزه، نحو الجبل والوادى والسوق والدار والمسجِد، فلا يكون ظرفاً، لأنَّك لا تقول قَعَدْتُ الدارَ، ولا صلَّيت المسجد، ولا نِمْت الجبل، ولا قُمت الوادى. وما جاء من ذلك فإنّما هو بحذف حرف الجرّ، نحو دَخَلْتُ البيت، ونزلت الوادى، وصعِدت الجبل.

  وادَّخَلَ على افتعل، مثل دَخَلَ. وقد جاء فى الشِعر انْدَخَلَ، وليس بالفصيح. قال الكميت:

  * ولا يَدِى فى حَمِيتِ السَكْنِ تَنْدَخِلُ⁣(⁣٢) *

  ويُقال: تَدَخَّلَ الشئُ، أى دَخَلَ قليلاً قليلاً. وقد تَدَاخَلَنِى منه شئٌ.

  والدَّخْلُ: خلاف الخَرْجِ. والدَّخْلُ: العيبُ والريبةُ. ومن كلامهم:

  ترى الفتيانَ كالنَخلِ ... وما يُدريكَ بِالدَّخْلِ

  وكذلك الدَّخَلُ بالتحريك. يقال: هذا الأمرُ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ، بمعنىً. وقوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} أى مَكراً وخديعةً.

  وهم دَخَلٌ فى بنى فلان، إذا انتسَبوا معهم وليسوا منهم.

  والْمَدْخَلُ بالفتح: الدُّخُولُ، وموضعُ الدُّخُولِ أيضاً. تقول: دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً، ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ.

  والْمُدْخَلُ بضم الميم: الْإِدْخَالُ. والمفعول من أَدْخَلَهُ، تقول: أَدْخَلْتُهُ مُدْخَلَ صدقٍ.

  ودَاخِلَةُ الإزارِ: أحد طرفيه الذى يَلِى الجسدَ. ودَاخِلَةُ الرجلِ أيضا: باطنُ أمره.

  وكذلك الدُّخْلَةُ بالضم. يقال: هو عالمٌ بِدُخْلَتِهِ.


(١) وزاد فى المختار: «مَدْخَلاً» بفتح الميم. وهو مصدر ميمى.

(٢) صدر البيت:

لا سطوتي تتعاطى غير موضعها وفي اللسان لا خطوتي