الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

هكل

صفحة 1852 - الجزء 5

  وانْهَلَّتِ السماءُ: صَبَّتْ. وانْهَلَ المطرُ انْهِلَالاً: سال بشدَّة.

  وهَلَّلَ الرجل، أى قال لا إله إلّا الله.

  يقال: قد أكثرْتَ من الهَيْلَلَةِ، أى من قول لا إله إلا الله.

  والتَّهْلِيلُ: النُكوص. يقال: حَمَلَ فما هَلَّلَ، أى فما جَبُنَ. قال كعب بن زهير:

  * فما لَهُمْ عن حِيَاضِ الموت تَهْلِيلُ⁣(⁣١) *

  والهَلَلُ: الفرَقُ. يقال: هلك فلانٌ هَلَلاً، أى فرَقاً.

  أبو زيد: الهَلَلُ أوَّل المطر. يقال: اسْتَهَلَّتِ السماءُ، وذلك فى أوّل مطرها. ويقال: هو صوت وَقْعِهِ.

  واسْتَهَلَ الصبىُّ، أى صاحَ عند الولادة.

  وأَهَلَ المُعْتَمِرُ، إذا رفَع صوته بالتلبية. وأَهَلَ بالتَسمية على الذَبيحة. وقوله تعالى: {وَما أُهِلَ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ} أى نُودِىَ عليه بغير اسم الله. وأصلُه رفْع الصوت. قال ابن أحمر:

  يُهِلُ بالفَرْقدِ رُكْبَانُها ... كما يُهِلُ الراكبُ المُعْتَمِرْ

  وأُهِلَ الهِلَالُ، واسْتُهِلَ على ما لم يُسَمَّ فاعله. ويقال أيضاً: اسْتَهَلَ هو، بمعنى تَبَيَّنَ.

  ولا يقال أَهَلَ. ويقال أَهْلَلْنَا عن ليلة كذا، ولا يقال أَهْلَلْنَاهُ فَهَلَ، كما يقال أدخلناه فدخل، وهو قياسه.

  والهَلْهَلُ: سَمٌّ، وهو مُعَرَّبٌ.

  ويقال: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيفُ النَسْجِ. وقد هَلْهَلَ النَسَّاجُ الثوبَ، إذا أَرَقَّ نَسْجَهُ وخَفّفَه.

  قال النابغة:

  أتاكَ بثوبٍ هَلْهَلِ النَسْجِ كاذبٍ ... ولم يأتِ بالحقِّ الذى هو ساطِعُ⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى «لَهْلَهٍ».

  وشِعْرٌ هَلْهَلٌ، أى رقيقٌ.

  ويقال سُمِّىَ امرؤُ القيس بن ربيعة أخو كليبِ وائلٍ مُهَلْهِلاً لأنّه أوّلُ مَن أَرَقَّ الشِعرَ. ويقال: بل سُمِّىَ بقوله:

  لمَّا تَوَغَّلَ فى الكُرَاعِ هَجِينُهُمْ ... هَلْهَلْت أَثأَرُ مَالِكاً أو ضِئْبَلَا⁣(⁣٣)

  ويقال: هَلْهَلْتُ أُدْرِكُه، كما يقال كدتُ أُدْرِكُه.

  والهُلَاهِلُ: الماءُ الكثير الصافى.


(١) صدره:

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

(٢) ويروى: «ناصع».

(٣) قال ابن برى: الذى فى شعره: «لما توعر» وضئبلا، كذا وردت، والذى فى اللسان (صنبل، هلل) «صِنْبلَا».