الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الهاء

صفحة 1853 - الجزء 5

  ويقال: قد ذهبَ بذى هِلِيَّانٍ بكسر الهاء، إذا ذهبَ بحيث لا يُدْرَى.

  وهَلا: زَجْرٌ للخيل. وهَالٍ مثله، أى اقْرُبِى.

  وهَلْ: حرف استفهام، فإذا جعلته اسماً، شدّدته. قال الخليل: قلت لأبى الدُقَيْش: هَلْ لك فى ثَريدة كَأَنَّ وَدَكَها عيونُ الضَيَاوِنِ⁣(⁣١)؟ فقال: أَشَدُّ الهَلِ.

  ابن السكيت: وإذا قيل هل لك فى كذا وكذا، قلتَ: لى فيه، أو: إنّ لى فيه، أو: مالى فيه، ولا تقل: إنّ لى فيه هَلًّا. والتأويل: هل لك فيه حاجة؟ فحُذِفَتِ الحاجةُ لمَّا عُرِفَ المعنى، وحَذَفَ الرَادُّ ذِكرَ الحاجة كما حذفها السائل.

  ويقال: ما أصاب عنده هَلَّةً ولا بَلَّةً، أى شيئاً. وقد فسرناه فى بَلَّةٍ.

  أبو عبيدة فى قوله تعالى: هَلْ {أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} قال: معناها قد أتى.

  وهل قد تكون بمعنى «ما»، قالت ابنةُ الحُمارِسِ:

  * هل هى إلَّا حِظَةٌ أو تَطْلِيقْ⁣(⁣٢) *

  أى ما هى، فلهذا أدخلتْ إلَّا.

  وقولهم هَلَا، استعجالٌ وحثٌّ، يقال: حَيَّهَلَا الثريدَ، ومعناه هَلُمَّ إلى الثريد، فتحت ياؤه لاجتماع الساكنين، وبنيتَ حَىَّ مع هَلْ اسماً واحداً، مثل خمسة عشر، وسُمِّىَ به الفعل ويستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث، وإذا وقفت عليه قلت حَيَّهَلَا، والألف لبيان الحركة، كالهاء فى قوله تعالى: {كِتابِيَهْ وحِسابِيَهْ} لأنّ الألف من مخرج الهاء.

  وفى الحديث: «إذا ذُكِرَ الصالحون فَحَيَّهَلَ بِعُمَرَ»، بفتح اللام مثل خمسة عشر، ومعناه عليك بعمر وادْعُ عُمَرَ، أى إنّه من أهل هذه الصفة.

  ويجوز فَحَيَّهَلاً بالتنوين، يُجْعَلُ نكرة.

  وأمَّا فَحَيَّهَلَا بلا تنوين فإنَّما يجوز فى الوقف، فأمَّا فى الإدراج فهى لغة رديئة.

  وأما قولُ لبيدٍ يذكر صاحباً له كان أَمَرَهُ بالرحيل فى السفَر:

  يَتَمارَى فى الذى قُلْتُ له ... ولقد يَسمع قولى حَيَّهَلْ

  فإنّما سكَّنه للقافية.

  وقد يقولون حَىَّ من غير أن يقولوا هَلْ، من ذلك قولهم فى الأَذَان: «حَىَّ على الصلاة حَىَّ على الفَلَاح»، وإنّما هو دُعاءٌ إلى الصَلاة والفلاح. قال ابن أحمر:


(١) جمع ضيون، وهو السنور الذكر.

(٢) بعده:

أوصلف من بين ذاك تعليق