الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

همل

صفحة 1854 - الجزء 5

  أَنْشَأْتُ أَسْأَلُهُ ما بَالُ رُفْقَتِهِ ... حَىَّ الحُمُولَ فإنَّ الرَكْبَ قد ذَهَبا

  قال: أنشأ يسأل غلامَه كيف أخذ الركبُ وحكى سيبويه عن أبى الخُطَّاب أنَّ بعض العرب يقول: حَيَّهَلَ الصلاةَ، يَصِلُ بِهَلْ كما يصل بِعَلَى، فيقال: حَيَّهَلَ الصلاةَ، ومعناه ائتوا الصلاة واقْرُبُوا من الصلاة، وهلموا إلى الصلاة.

  وقد حَيْعَلَ المؤذِّن، كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ⁣(⁣١)، مُرَكَّبًا من كلمتين. قال الشاعر:

  أَلَا رُبَّ طيفٍ منكِ بات مُعَانِقِى ... إلى أنْ دعا دَاعِى الصباحِ فَحَيْعَلا

  وقال آخر:

  أقول لها ودَمْعُ العينِ جارٍ ... أَلَمْ يَحْزُنْكِ حَيْعَلَهُ المُنادِى

  وربَّما ألحقوا به الكاف فقالوا: حَيَّهَلَكَ، كما قالوا رُوَيْدَكَ والكاف للخطاب فقط، ولا موضع لها من الإعراب، لأنّها ليست باسمٍ.

  قال أبو عبيدة: وسمع أبو مَهْدِيَّةَ الأعرابىُّ رجلا يدعو بالفارسية رجلاً يقول له «زُوذْ» فقال: ما يقول؟ قلنا: يقول عَجِّلْ. فقال: ألا يقول حَيَّهَلَكَ، أى هَلُمَّ وتَعَالَ.

  وقول الشاعر:

  * هَيْهَاؤُهُ وَحَيْهَلُهْ⁣(⁣٢) *

  فإنَّما جعله اسماً ولم يأمر به أحداً.

[همل]

  الَهَمْلُ، بالتسكين: مصدر قولك: هَمَلَتْ عينهُ تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلاً وهَمَلَاناً، أى فاضت.

  وانْهَمَلَتْ مثله.

  والهَمَلُ، بالتحريك: الإبل التى ترعى بلا راعٍ، مثل النَفَشَ، إلَّا أنَّ النَفَشَ لا يكون إلَّا ليلاً، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. يقال: إبلٌ هَمَلٌ، وهَامِلَةٌ، وهُمَّالٌ، وهَوَامِلُ.

  وتَرَكْتُهَا هَمَلاً، أى سُدًى، إذا أرسلتهَا ترعَى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ. وفى المثل: «اختلط المَرْعِىُ بالهَمَلِ». والمَرْعِىُّ: الذى له راعٍ.

  والهَمَلَ أيضاً: الماء الذى لا مانعَ له.

  وأَهْمَلْتُ الشئَ: خَلَّيْت بينه وبين نفسه.


(١) حولق: أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا الله. وتعبشم: انتسب إلى عبد شمس أو تعلق بهم بحلف أو جوار أو ولاء ومثله تعبقس فى عبد القيس.

(٢) فى اللسان:

وهيج الحي من دار فظل لهم ... يوم كثير تناديه وحيله