الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رحم

صفحة 1929 - الجزء 5

  فهُنَّ يُلْغِطْنَ به إلْغَاطا ... كالتُّرْجُمان لقِىَ الأَنْبَاطَا

[رحم]

  الرَّحْمَةُ: الرِقَّةُ والتعطُّفُ. والْمَرْحَمَةُ مثلُه.

  وقد رَحِمْتُهُ وترَحَّمْتُ عليه.

  وتَرَاحَمَ القوم: رَحِمَ بعضُهم بعضاً.

  والرَّحَمُوتُ من الرَّحْمَةِ، يقال: «رَهَبُوتٌ خيرٌ من رَحَمُوتٍ»، أى لَأَنْ ترْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ.

  ورجلٌ مَرْحُومٌ ومُرَحَّمٌ، شدّد للمبالغة.

  والرَّحِمُ: رَحِمُ الأنثى، وهى مؤنَّثة.

  والرَّحِمُ أيضاً: القَرابةُ. والرِّحْمُ بالكسر مثلُه. قال الأعشى:

  أَمَّا لِطَالِبِ نعمةٍ يَمَّمْتَها ... ووِصَالِ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلَالَها

  والرَّحْمَنُ والرَّحِيمُ: اسمان مشتقَّان من الرَّحْمَةِ ونظيرهما فى اللغة نديم ونَدْمَان، وهما بمعنًى. ويجوز تكرير الأسمين إذا اختلفَ اشتقاقهما على جهة التوكيد، كما يقال: فلان جادٌّ مُجِدٌّ. إلّا أنّ الرَّحْمَنَ اسمٌ مختصّ لله تعالى لا يجوز أن يسمَّى به غيره. ألا تَرَى أنّه تبارك وتعالى قال: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ}، فعَادَلَ به الاسمَ الذى لا يَشْرَكه فيه غيرُه.

  وكان مُسيلِمَةُ الكذَّابُ يقال له «رحْمنُ اليمَامة».

  والرَّحِيمُ قد يكون بمعنى المرحوم، كما يكون بمعنى الرَّاحِمِ. قال عَمَلَّسُ بن عقيل:

  فأَمّا إذا عَضَّتَ بك الحربُ عَضَّةً ... فإنّك معطوفٌ عليك رحِيمُ

  والرُّحْمُ بالضمة: الرَّحْمَةُ. قال تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْماً}. وقد حرّكه زهيرٌ فقال:

  ومِنْ ضَرِيبَتِهِ التقوى ويَعْصِمُهُ ... من سَيِّئِ العثراتِ اللهُ والرُّحُمُ

  وهو مثل عُسْرٍ وَعُسُرٍ.

  وأمُ رُحْمٍ أيضاً: اسمٌ من أسماء مكَّة.

  والرَّحُومُ: الناقة التى تشتكى رَحِمَها بعد النِتاج. وقد رَحُمَتْ بالضم رَحَامَةً، ورَحِمَتْ بالكسر رَحَماً.

[رخم]

  الرَّخَمَةُ: طائر أبقعُ يُشبِه النَسْر فى الخلقة، يقال له الأنُوقُ. والجمع رَخَمٌ، وهو للجنس. قال الأعشى:

  * يا رَخَماً قَاظَ على مطلوبِ⁣(⁣١) *

  والرَّخْمَةُ أيضا قريب من الرحمة، يقال:


(١) بعده:

يعجل كف الخارى المطيب