الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل السين

صفحة 1952 - الجزء 5

  لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ ... ما دامَ مُخٌّ فى سُلَامَى أو عَيْنْ

  واحده وجمعه سواء، وقد جمع على سُلَامَيَاتٍ.

  ويقال للجلدة التى بين العين والأنف: سَالِمٌ. وقال عبد الله بن عمر ® فى ابنه سَالِمٍ:

  يُدِيرُونَنِى عن سَالِمٍ وأُرِيغُهُ ... وجِلْدَةُ بين العينِ والأنفِ سَالِمُ

  وهذا المعنى أراد عبدُ الملك فى جوابه عن كتاب الحجاج: «أنت عندى كسَالِمٍ».

  والسَّلَامُ والسَّلِيمُ: اللَدِيغُ، كأنَّهم تفاءلوا له بالسَّلَامَةِ. ويقال: أُسْلِمَ لما به.

  وقلبٌ سَلِيمٌ، أى سَالِمٌ.

  قال ابن السكيت: تقول لا بِذِى تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا. وتُثَنِّى: لا بِذِى تَسْلَمَانِ، وللجماعة: لا بِذِى تَسْلَمُونَ، وللمؤنث: لا بِذِى تَسْلَمِينَ، وللجميع: لا بِذِى تَسْلَمْنَ. قال: والتأويل لا والله الذى يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا.

  ويقال: لا وسَلَامَتِكَ ما كان كذا.

  ويقال: اذهبْ بِذِى تَسْلَمُ يا فتى، واذْهَبَا بذى تَسْلَمَانِ، أى اذهبْ بسَلَامَتِكَ.

  قال الأخفش: وقوله ذِى مضافٌ إلى تَسْلَمُ.

  وكذلك قول الشاعر⁣(⁣١):

  بآيَةِ يُقْدِمُونَ الخيلَ زُورًا ... كأنّ على سنابكها مُدَاما

  أضاف آيَةَ إلى يُقْدِمُونَ، وهما نادران لأنَّه ليس شئ من الأسماء يُضاف إلى الفعل غير أسماء الزمان، كقولك هذا يومَ يفْعَلُ، أى يُفْعَلُ فيه.

  وتقول: سَلِمَ فلانٌ من الآفات سَلَامَةً، وسَلَّمَهُ الله سبحانه منها.

  وسَلَّمْتُ إليه الشئ فتَسَلَّمَهُ، أى أخَذَه.

  والتَّسْلِيمُ: بَذْلُ الرضا بالحكم. والتَّسْلِيمُ: السَلامُ.

  وأَسْلَمَ الرجلُ فى الطعام، أى أسلَفَ فيه.

  وأَسْلَمَ أمرَه إلى الله، أى سَلَّمَ. وأَسْلَمَ، أى دخل فى السِّلْمِ، وهو الاستسلام. وأَسْلَمَ من الإسلام.

  وأَسْلَمَهُ، أى خذله.

  والتَّسَالُمُ: التصالح.

  والْمُسَالَمَةُ: المصالحة.

  واسْتَلَمَ الحجر: لمسه إمَّا بِالقُبلة أو باليد.

  ولا يُهمز لأنَّه مأخوذ من السِلَام وهو الحجر، كما تقول: استنوق الجمل. وبعضهم يهمزه.

  واسْتَسْلَمَ، أى انقاد⁣(⁣٢).


(١) الأعشى.

(٢) زيادة فى المخطوطة: وقول الحطيئة:

فيه الرماح وفيه كل سابغة ... جدلا محكمة من صنع سلام =