الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لوم

صفحة 2035 - الجزء 5

  لام الأمر فى الشعر فتعمل مضمَرةً، كقول متمِّم بن نُوَيرة:

  على مثل أصحاب البعوضة فاخْمِشِى ... لَكِ الويلُ حُرَّ الوجهِ أو يَبْكِ من بَكى

  أراد: لِيَبْكِ، فحذف اللام. وكذلك لام أمر المُوَاجَهِ، قال الشاعر:

  قُلْتُ لِبَوَّابٍ لديه دَارُها ... تِئْذَنْ فإنِّى حَمْؤُها وجَارُها

  أراد لتأذنْ فحذف اللام، وكسر التاء على لغة من يقول أنت تِعْلَم.

  وأما لام التوكيد فعلى خمسة أَضْرُبٍ: منها لام الابتداء، كقولك لَزَيْدٌ أفضلُ من عمرو.

  ومنها التى تدخل فى خبر إنَّ المشدّدة والمخفّفة، كقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}، وقوله سبحانه: {وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً}. ومنها التى تكون جوابا لِلَوْ ولولا، كقوله تعالى: {لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} وقوله تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا}. ومنها التى تكون فى الفعل المستقبل المؤكَّد بالنون، كقوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}. ومنها لام جواب القسم. وجميع لامات التوكيد تصلح أن تكون جواباً للقسم، كقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ}، فاللام الأولى للتوكيد، والثانية جوابٌ، لأنَّ القسم جملة توصَل بأخرى وهى المُقْسَم عليه لتؤكَّد الثانيةُ بالأولى. ويربطون بين الجملتين بحروفٍ يسمِّيها النحويون جوابَ القسم، وهى إنّ المكسورة المشدَّدة، واللام المعترض بها، وهما بمعنًى واحدٍ، كقولك: والله إنَّ زيداً خيرٌ منك، وو الله لزيدٌ خير منك، وقولك: واللهِ ليقومنّ زيدٌ. إذا أدخلوا لامَ القسم على فعل مستقبل أدخلوا فى آخره النونَ شديدةً أو خفيفةً لتأكيد الاستقبال وإخراجه عن الحال لابدَّ من ذلك. ومنها إنْ الخفيفة المكسورة وما، وهما بمعنًى، كقولك: واللهِ ما فعلت، وو اللهِ إنْ فعلتُ بمعنًى. ومنها لا، كقولك: واللهِ لا أفعل. لا يتَّصل الحِلْفُ بالمحلوف إلَّا بأحد هذه الحروف الخمسة. وقد تحذف وهى مرادةٌ.

  وأمَّا لام الإضافة فعلى ثمانية أَضْرُبٍ: منها لام المِلك كقولك: المالُ لزيد. ومنها لام الاختصاص، كقولك: أخٌ لزيد. ومنها لام الاستغاثة، كقول الشاعر⁣(⁣١):

  يا للَرِجَالِ ليوْمِ الأربعاءِ أَمَا ... يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لى بعد النُهَى طَرَبَا

  واللامان جميعا للجر، ولكنّهم فتحوا الأولى وكسروا الثانية ليفرّقوا بين المستغاث به والمستغاث له. وقد يحذفون المستغاث به ويبقون المستغاث له


(١) هو الحاث بن حلّزة، كما فى اللسان (لوم).