الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أون

صفحة 2075 - الجزء 5

  التى هى حرف ناصب للفعل، والألف الأخيرة إنَّما هى لبيان الحركة فى الوقف، فإنْ توسَّطت الكلام سقطتْ، إلَّا فى لغة رديئة، كما قال حُمَيد ابن بَحْدَلٍ:

  أَنَّا سيفُ العشرةِ فاعرفُونى ... حُمَيداً قد تَذَرَّيْتُ السَنَاما

  واعلم أَنَّه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافةً إليه.

  تقول: أنتَ، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتنَ.

  وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كَأَنَا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتَّصل بالمضمر وإنما تتَّصل بالمظهر، تقول: أنت كزيدٍ ولا تقول أنت كِى، إلّا أنَّ الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حَسُنَ وفَارَقَ المتصل.

[أون]

  الْأَوْنُ: الدَعَة والسكينة والرِفق. تقول منه: أُنْتُ أَءُون أَوْناً. ورجلٌ آيِنٌ، أى رافِهٌ وادعٌ.

  والْأَوْنُ أيضا: المَشْى الرويد، وهو مبدل من الهَوْن. قال الراجز:

  غَيَّرَ يا بنتَ الحُلَيْسِ لونى ... مَرُّ الليالى واختلافُ الجَوْنِ

  وسَفَرٌ كَانَ قليلَ الأَوْن

  ويقال: أُنْ على نفسك، أى ارْفُقْ فى السير واتَّدِعْ.

  وبيننا وبين مكةَ ثلاثُ ليالٍ أَوائِنَ، أى روافَه، وعشر ليال آينَاتٍ، أى وادعاتٍ.

  والأَوْنُ: أحد جانبى الخُرْج. تقول: خُرْجٌ ذو أَوْنَيْنِ، وهما كالعِدْلَيْنِ. والأَوْنُ: العِدْلُ.

  ومنه قولهم: أَوَّنَ الحمارُ، إذا أكل وشرِب وامتلأَ بطنه وامتدَّت خاصرتاه فصار مثل الْأَوْنِ.

  قال رؤبة:

  وَسْوَسَ يدعُو مخلصاً رَبَّ الفَلَق ... سِرًّا وقد أَوَّنَ تَأْوِينَ العُقُقْ

  يريد جمع العَقُوقِ، وهى الحامل المُقْرِبُ، مثل رَسُولٍ وَرُسُلٍ.

  والْأَوَانُ⁣(⁣١): الحين، والجمع آوِنَةٌ، مثل زَمَانٍ وأَزْمِنَةٍ. قال يعقوب: يقال فلانٌ يصنع ذلك الأمر آوِنَةً⁣(⁣٢)، إذا كان يصنعه مراراً ويدعه مرارا. قال أبو زُبَيد⁣(⁣٣):

  حَمَّالُ أَثْقَالِ أهلِ الوُدِّ آوِنَةً ... أعطيهم الجَهْدَ منِّى بَلْهَ ما أَسَعُ


(١) الأَوَانُ بالفتح ويكسر.

(٢) فى القاموس: «آوِنَةً وآنِيَةً».

(٣) الطائى.