الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حلزن

صفحة 2105 - الجزء 5

  تَسَفُّ يَبِيساً من العِشْرِقِ⁣(⁣١)

  وحَنَّةُ الرجُلِ: امرأتُه. قال⁣(⁣٢):

  وليلةٍ ذاتِ دُجًى سَرَيْتُ ... ولم يَلِتْنِى عن سراها لَيْتُ

  ولم تَضِرْنِى حَنَّةٌ وبَيْتُ

  وحَنَّةُ البعير: رغاؤهُ.

  وما له حَانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أى ناقةٌ ولا شاةٌ.

  والمُسْتَحِنُ مثله. قال الأعشى:

  تَرَى الشَيْخَ منها يحبّ الإيَا ... بَ يَرْجُفُ كالشَارِفِ المُسْتَحِنّ

  وحَنَ عَنِّى يَحُنُ بالضم، أى صدّ.

  ويقال أيضاً: ما تَحُنُّنِى شيئاً من شرّك، أى ما تصرِفُه عنّى.

  والحَنُونُ: ريحٌ لها حَنِينٌ كحَنِينِ الإبل.

  وقال:

  غَشِيتَ بها منازلَ مُقْفِراتٍ ... تُذعذِعها مذعذعة حنونُ⁣(⁣٣)

  وحُنَيْنُ: موضعٌ يذكَّر ويؤنث، فإن قصدت به البلد والموضع ذكّرته وصرفته، كقوله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}، وإن قصدت به البلدةَ والبقعة أنَّثته ولم تصرفْه، كما قال الشاعر⁣(⁣٤):

  نصروا نَبِيَّهُمُ وشَدُّوا أزرهُ ... بحُنيْنَ يوم تَوَاكُلِ الأبطالِ

  وقولهم: «رجع بخفّىْ حُنَيْنٍ» قال ابن السكيت عن أبى اليقظان: كان حُنَيْنٌ رجلاً شديداً ادَّعَى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبدَ المطّلب وعليه خفّانِ أحمران فقال: يا عَمُّ، أنا ابن أسد ابن هاشم. فقال عبد المطّلب: لا وثيابِ هاشمٍ ما أعرفُ شمائلَ هاشمٍ فيك فارجعْ. فقالوا: «رجَعَ حُنَيْنٌ بخُفَّيْهِ» فصار مثلاً.

  وقال غيره: هو اسم إسكافٍ من أهل الحِيرة، ساومَه أعرابىٌّ بخفين ولم يشتِرهما، فغاظهُ ذلك وعلّق أحدَ الخفين فى طريقه، وتقدّم فطرح الآخر وكمن له، وجاء الأعرابى فرأى أحدَ الخُفّين فقال: ما أشبه هذا بخفّ حُنَيْنٍ، لو كان معه آخر لاشتريتُه. فتقدَّم فرأى الخفّ الثانى مطروحا فى الطريق فنزلَ وعقل بعيرَه ورجع


(١) قال ابن برى: رواه ابن القطّاع: «بَغَانِى حَنَانَةُ» والصحيح نَعَانِى، بدليل قوله بعده:

فنفسك فأنع ولا تنعني ... رداو الكلوم ولا تبرق

(٢) أبو محمد الفقعسىّ.

(٣) البيت للنابغة الذبيانى، كما فى اللسان (حنن، ذعع). وقد ورد فى المطبوعة الأولى مقدم العجز على الصدر.

(٤) حسان بن ثابت.