الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سنن

صفحة 2139 - الجزء 5

  ويقال: امضِ على سَنَنِكَ وسُنَنِكَ، أى على وجهك.

  وجاء من الخيل سَنَنٌ لا يُرَدُّ وجهه. وتَنَحَّ عن سَنَنِ الخيل، أى عن وجهه⁣(⁣١). وعن سَنَنِ الطريق وسُنَنِهِ وسِنَنِهِ⁣(⁣٢) ثلاث لغات.

  وجاءت الريح سَنَائِنَ، إذا جاءت على طريقة واحدةٍ لا تختلف.

  والسُنَّةُ: السيرةُ. قال الهذلى⁣(⁣٣):

  فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ⁣(⁣٤) أنتَ سِرْتَها ... فأول رَاضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها

  والسُّنَّةُ أيضاً: ضربٌ من تمر المدينة.

  ابن السكيت: سَنَ الرجل إبلَه، إذا أحسن رِعْيَتَهَا والقيامَ عليها، حتّى كأنَّه صَقَلها.

  قال النابغة:

  نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيًّا من بنى أسدٍ ... قاموا فقالوا حِمانا غيرُ مَقْرُوبِ

  ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُ المُعَيْدِىِّ فى رَعْىٍ وتَعزيبِ

  يقول: يا معشرَ مَعَدٍّ لا يغرَّنّكم عِزُّكُمْ، وأنَّ أصغرَ رجلٍ منكم يرعى إبلَه كيف شاء، فإن الحارث بن حِصْنِ الغسّانىّ قد عَتَب عليكم وعلى حِصْنِ بن حذيفة، فلا تأمنوا سَطوتَه.

  وقال المُؤَرِّجُ: سَنُّوا المال، إذا أرسلوه فى الرِعْى.

  والحَمَأُ المَسْنُونُ: المتغيِّر المُنْتِنُ.

  وسُنَّةُ الوجه: صورته. وقال ذو الرمة:

  تُرِيَكَ سُنَّةَ وجهٍ غيرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ ليس بها خَالٌ ولا نَدَبُ

  والمَسْنُونُ: المُصَوَّرُ. وقد سَنَنْتُهُ أَسُنُّه سَنًّا، إذا صوَّرتَه.

  والمَسْنُونُ: المُمَلَّسُ. وحكى أنَّ يزيد بن معاوية قال لأبيه: ألا ترى عبد الرحمن بن حسّان يشبِّب بابنتك؟ فقال معاوية: وما قال؟ فقال: قال:

  هى زهراءُ مثلُ لؤلؤة الغَ ... وَّاصِ مِيزَتْ من جوهرٍ مَكْنُونِ

  فقال معاوية: صَدَقَ. فقال يزيد: إنَّه يقول:

  وإذا ما نَسَبْتَهَا لم تَجِدْهَا ... فى سناءِ من المَكارِمِ دُونِ

  قال: صدق. قال: فأين قوله:

  ثم خَاصَرْتُهَا إلى القُبَّةِ الخَضْ ... رَاءِ تمشى فى مَرْمَرٍ مَسْنُونِ


(١) فى المخطوطة: «عن وجهها».

(٢) وسُنُنه بضمتين أيضاً، كما فى اللسان والقاموس.

(٣) خالد بن زهير.

(٤) فى اللسان: «من سِيرَةٍ».