الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الياء

صفحة 2222 - الجزء 6

  فقال فريقُ القومِ لَمَّا نَشَدْتُهُمْ ... نَعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ مَا نَدْرِى

  وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ اللهِ قسمى، ولَيْمُنُ الله ما أقسم به.

  وإذا خاطبتَ قلت: لَيْمُنُكَ. وفى حديث عُروة ابن الزُبير أنّه قال: «لَيْمُنُكَ لئن كنتَ ابتَلَيْتَ لقد عَافَيْتَ، ولئن كنتَ سَلبتَ لقد أبقيتَ» وربَّما حذفوا منه النون فقالوا: ايْمُ اللهِ وايمُ اللهِ أيضاً بكسر الهمزة، وربَّما حذفوا منه الياء فقالوا: امُ اللهِ وربما أبقَوا الميم وحدها مضمومةً قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونها لأنَّها صارت حرفاً واحداً، فيشبِّهونها بالباء، فيقولون مِ اللهِ. وربَّما قالوا مُنُ اللهِ بضم الميم والنون، ومَنَ اللهِ بفتحهما، ومِنِ اللهِ بكسرهما.

  وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليَمِينِ فيقولون: يَمِينُ اللهِ لا أفعلُ. وأنشَدَ لأمرئ القيس:

  فقلتُ يَمِينُ اللهِ أبرحُ قاعداً ... ولو قَطَعوا رأسى لديكِ وأوصالىِ

  أراد: لا أبرح، فحذف لا وهو يريده.

  ثم يجمع اليَمِينُ على أَيْمُنٍ، كما قال زهير:

  فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومنكم ... بمُقْسَمَةٍ تمور بها الدماءُ

  ثم حلَفوا به فقالوا: أَيْمُنُ الله لأَفْعَلَنَّ كذا، وأَيْمُنُكَ يا ربِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الأصل فى ايْمُنُ اللهِ، ثم كُثر هذا فى كلامهم وخفَّ على ألسنتهم حتّى حذفوا منه النون كما حذفوا فى قولهم: لم يَكُنْ فقالوا لم يَكُ. قال: وفيها لغاتٌ كثيرة سوى هذه.

  وإلى هذا ذهب ابن كَيْسَانَ وابن دُرْستويه فقال: ألفُ أَيْمُنُ ألف قطعٍ وهو جمع يَمِينِ، وإنَّما خفّفتْ همزتها وطرحتْ فى الوصل لكثرة استعمالهم لها.