الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الياء

صفحة 2221 - الجزء 6

  واليَمِينُ: القَسَمُ، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمَانٌ. يقال: سمِّى بذلك لأنَّهم كانوا إذا تحالَفُوا ضربَ كلُّ امرئٍ منهم يَمِينَهُ على يَمِينِ صاحبه.

  وإنْ جعلتَ اليَمِينَ ظرفاً لم تجمعه، لأنَّ الظروف لا تكاد تجمع، لأنَّها جهاتٌ وأقطارٌ مختلفة الألفاظ. ألَا ترى أنَّ قُدَّامَ مخالفٌ لخَلْف، واليَمِين مخالفٌ للشمال.

  وقولُ الشاعر⁣(⁣١):

  * يَبْرِى لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ⁣(⁣٢) *

  يقول: يَعرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهَب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِهَا، فجمع لذلك.

  وقولُ الشاعر⁣(⁣٣):

  * ألقتْ ذُكَاءُ يَمِينَها فى كَافِرِ⁣(⁣٤) *

  يعنى مالت بأحد جانَبيها إلى المغيب.

  واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسان وغيرِه.

  وتصغير اليَمِينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ.

  وأما الذى

  فى حديث عمر ¥: «زَوَّدَتْنَا أُمُّنَا بِيُمَيْنَتيها من الهَبِيدِ» فيقال: إنّه أراد بِيُمَيْنَتَيها تصغير يُمْنَى، فأبدل من الياء الأولى تاءً إذ كانتا للتأنيث.

  واليُمْنَةُ بالضم⁣(⁣٥): البُرْدَةُ من برود اليَمَنِ.

  وقال:

  * واليُمْنَةَ الْمُعَصَّبَا⁣(⁣٦) *

  وأمّ أَيْمَنَ: امرأةٌ أعتقها رسولُ الله ÷، وهى حاضنة أولادِه، فزوَّجها من زيد فولدت له أُسامة.

  وأيْمُنُ الله: اسمٌ وضع للقسم، هكذا بضمِّ الميم والنون، وألفه ألفُ وصل عند أكثر النحويين، ولم يجئ فى الأسماء ألف وصل مفتوحةٌ غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب الألف فى الوصل.

  قال الشاعر⁣(⁣٧):


(١) هو العجاج.

(٢) بعده:

ذو خرق طلس وشخص مذال

فى التكملة: الرواية «تَبْرِى له» على التذكير، أى للممدوح.

(٣) ثعلبة بن صُعَيْرٍ.

(٤) صدره:

فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما

(٥) فى اللسان بالفتح والضم.

(٦) وكذا وردت هذه القطعة فى اللسان (يمن) ص ٣٥٦.

(٧) نصيب.