الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ثغا

صفحة 2294 - الجزء 6

  لو أُفْرِدَ. تقول: عقلتُ البعير بِثِنَايَيْنِ، إذا عقلْتَ يديه جميعاً بحبلٍ أو بطرَفَىْ حبلٍ. وإنَّما لم يهمز لأنّه لفظٌ جاء مثنًّى لا يُفْرَدُ واحدُه فيقال ثِنَاءٌ، فتُرِكَتِ الياءُ على الأصل، كما فعلوا فى مِذْرَوَيْنِ، لأنَّ أصل الهمزة فى ثِنَاءٍ لو أُفْرِدَ ياءٌ، لأنَّه من ثَنَيْتُ، ولو أفرد واحده لقيل ثِنَاءانِ كما تقول: كِساءانِ ورِدَاءان.

  والثِنْىُ: واحد أَثْنَاءِ الشئِ، أى تضاعيفه.

  تقول: أنفذْتُ كذا فى ثِنْىِ كتابى، أى فى طيِّه.

  قال أبو عبيد: والثِنْىُ من الوادى والجبلِ: منعطَفُه. وثِنْىُ الحبلِ: ما ثَنَيْتَ. قال طَرَفة:

  لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى ... لَكا لِطوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ باليَدِ

  والثِنْىُ أيضاً من النوق: التى وضعتْ بَطْنَيْنِ. وثِنْيُها: ولدها، وكذلك المرأة. ولا يقال ثِلْثٌ ولا فوقَ ذلك.

  والثِنَى مقصورٌ: الأمر يعاد مرَّتينِ. وفى الحديث: «لا ثِنَى فى الصدَقة» أى لا تُؤخذ فى السنة مرَّتين. قال الشاعر⁣(⁣١):

  أَفِى جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعْتَنِى مَلَامَةً ... لَعَمْرِى لقد كانت مَلَامَتُها ثِنَى

  والثُنْيَا بالضم: الاسمُ من الاسْتِثْنَاءِ، وكذلك الثَنْوَى بالفتح.

  ويقال: جاءوا مَثْنَى مَثْنَى، أى اثنين اثنين، ومَثْنَى وثُنَاءَ غير مصروفين، لِمَا قلناه فى ثلاثٍ من باب الثاء.

  وقال أبو عبيدة: مَثْنَى الأَيَادِى، هى الأنصباء التى كانت تَفْضُلُ من الجَزُورِ فى الميسرِ، فكان الرجلُ الجواد يشتريها فيعطيها الأَبْرَامَ.

  وقال أبو عمرو: مَثْنَى الأَيَادِى: أن يأخذ القِسْمَ مرّةً بعد مرّةٍ. قال النابغة:

  أَنِّى أُتَمِّمُ أَيْسَارِى وأَمْنَحُهُمْ ... مَثْنَى الأَيَادِى وأَكْسُو الْجَفْنَةَ الأُدُمَا⁣(⁣٢)

  وفى الحديث: «من أشراط الساعة أن توضَع الأخيارُ وترفع الأشرارُ، وأن تُقْرَأَ المَثْنَاةُ على رءوس الناس فلا تُغَيَّرُ»، يقال هى التى تُسَمَّى بالفارسية دُوبَيْتِى، وهو الغِنَاءُ. وكان أبو عبيدٍ يذهب فى تأويله إلى غير هذا.

  وثَنَيْتُ الشئ ثَنْياً: عطفتَه.


(١) أوس بن حجر.

(٢) قبله:

ينبيك ذو عرضهم عنى وعالمهم ... وليس جاهل أمر مثل من علما