الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الثاء

صفحة 2295 - الجزء 6

  وثَنَاهُ، أى كَفَّهُ. يقال: جاء ثَانِياً من عنانه.

  وثَنَيْتُهُ أيضاً: صرفته عن حاجته، وكذلك إذا صرتَ له ثانياً.

  وثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَةً، أى جَعلتُه اثنين.

  والثُنْيَانُ بالضم: الذى يكون دون السَيِّدِ فى المرتبة؛ والجمع ثِنْيَةٌ. قال الأعشى:

  طويلُ اليدين رَهْطُهُ غيرُ ثِنْيَةٍ ... أَشَمُّ كريمٌ جَارُهُ لا يُرَهَّقُ

  وفلان ثِنْيَةُ أهلِ بيته، أى أرذلُهم.

  والثُنْىُ والثِنْىُ، بضم الثاء وكسرها، مثل الثُنْيَانِ. قال أوس بن مَغْرَاءَ:

  تَرَى ثِنَاناً إذا ما جاء بَدْءَهمُ⁣(⁣١) ... وبَدْؤُهُمْ إنْ أَتَانَا كان ثُنْيَانا

  ورواه اليزيدىّ: «... ثُنْيَانُنَا إن أتاهم».

  والثَنِيَّةُ: واحدة الثَنَايَا من السِنِّ.

  والثَنِيَّةُ: طريق العقبة، ومنه قولهم: فلانٌ طَلَّاعُ الثَنَايا، إذا كان سامياً لمعالى الأمور، كما يقال طَلَّاعُ أَنْجُدٍ.

  والثَنِىُ: الذى يلقى ثَنِيَّتَهُ، ويكون ذلك فى الظِلف والحافر فى السنة الثالثة، وفى الخُفِّ فى السنة السادسة. والجمع ثُنْيَانٌ وثِنَاءٌ، والأنثى ثَنِيَّةٌ، والجمع ثَنِيَّاتٌ.

  واثنان من عدد المذكّر واثنتان للمؤنّث، وفى المؤنّث لغة أخرى: ثِنْتَانِ بحذف الألف.

  ولو جاز أن يُفْرَدَ لكان واحده اثن واثْنَة، مثل ابنٍ وابْنَةٍ.

  وأَلِفُهُ ألفُ وصلٍ. وقد قطعها الشاعر على التوهُّم فقال:

  أَلَا لا أَرَى إثْنَيْنِ أَحْسَنَ شيمةً ... على حَدَثَانِ الدهر مِنِّى ومن جَمَلْ

  وقال قيس بن الخطيم:

  إذا جاوز الإثنينِ سِرٌّ فإنَّه ... بِنَثٍّ وتكثيرِ الوُشَاةِ قَمِينُ

  ويومُ الاثْنَيْنِ لا يُثَنَّى ولا يجمع، لأنَّه مثنى؛ فإنْ أحببت أن تجمعَه كأنَّه صفة للواحد قلت أَثَانِينُ.

  وقولهم: هذا ثَانِى اثْنَيْنِ، أى هو أحد الاثنين. وكذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف، إلى العشرة، ولا ينوَّن. فإن اختلفا فأنت بالخيار:

  إن شئت أضفْتَ، وإن شئت نوّنتَ وقلت هذا ثَانِى واحدٍ وثانٍ واحداً. المعنى: هذا ثَنَّى واحداً.

  وكذلك ثالث اثنين على ما فسَّرناه فى باب الثاء.

  والعدد منصوب ما بين أحدَ عشرَ إلى تسعة عشر،


(١) فى المطبوعة: «بدؤهم» محرف. والبَدْءُ: السَيِّدُ دون السيِّد.