الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حذا

صفحة 2310 - الجزء 6

  وقد حَدَوْتُ الإبلَ حَدْواً وحُدَاءً.

  ويقال للشَمال حَدْوَاءُ، لأنّها تَحْدُو السحابَ، أى تسوقه. قال العجاج:

  * حَدْوَاءُ جاءت من بلاد الطُورِ⁣(⁣١) *

  ولا يقال للمذكَّر أَحْدَى.

  وربَّما قيل للحمار إذا قَدَمَ آتُنَهُ حادٍ. قال ذو الرمة:

  * حَادِى ثلاثٍ من الحُقْبِ السَمَاحِيجِ⁣(⁣٢) *

  وتَحَدَّيْتُ فلاناً، إذا باريْتَه فى فعلٍ ونازعْتَه الغَلَبَة. يقال: أنا حُدَيَّاكَ، أى ابْرُزْلى وحدك.

  قال عمرو بن كلثوم:

  حُدَيَّا الناسِ كُلِّهِمِ جميعاً ... مُقَارعةً بَنِيهمْ عن بَنِينا

  وقولهم: حادِى عشر: مقلوبٌ من واحِدِ، لأنَّ تقدير واحِدٍ فاعلٌ، فأُخِّرَ الفاءُ وهو الواو فقلبت ياءً لانكسار ما قبلها، وقُدِّمَ العين فصار تقديره عالفٌ.

[حذا]

  حَذَوْتُ النَعل بالنعل حَذْواً، إذا قدَّرْتَ كلَّ واحدةٍ على صاحبتها. يقال: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ.

  قال ابن السكيت: حَذَوْتُهُ، أى قعدتُ بِحذائِهِ.

  وحَذَى الخَلُّ فاه يَحْذِيهِ حَذْياً، إذا قَرَصَه.

  يقال: هذا شرابٌ يَحْذِى اللسان.

  وحَذَيْتُ يده بالسكّين، أى قطعتُها.

  وحَذَتِ الشَفرةُ النعلَ: قطعَتْها.

  وحَذِيَتِ الشاةُ تَحْذَى حَذًى، مقصورٌ، وهو أن ينقطع سَلَاهَا فى بطنها فتشتكى.

  والحِذَاءُ: النعلُ. واحْتَذَى: انْتَعَلَ.

  وقال:

  * كُلَ الحِذَاءِ يَحْتَذِى الحَافِى الوَقِعْ⁣(⁣٣) *

  والحِذَاءُ: ما وَطئ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافره. وفى الحديث: «معها حِذَاؤُها وسِقَاؤُها». وأَحْذَيْتُهُ نعلاً، إذا أعطيتَه نعلا. تقول منه: استحذيتُهُ فأَحْذَانِى.


(١) فى التكملة: الرواية «من جبال الطور» لا غير.

وبعده:

تزجى أراعيل الجهام الخور

(٢) صدره:

كأنه حين يرمى خلفهن به

(٣) قبله:

يا لبت لي نعلين من جلد الضبع ... وشركاء من استها لا تنقطع