الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رجا

صفحة 2352 - الجزء 6

  ويروى: «... فى تَشَدُّدِى». والجمع رَثَيَاتٌ.

  قال الراجز⁣(⁣١):

  وللكبير رَثَيَاتٌ أربعُ ... الركبتانِ والنَسَا والأَخْدَعُ

  ولا يزال رأسه يُصَدَّعُ⁣(⁣٢)

  ورَثَيْتُ الميّت مَرْثِيَّةْ وَرَثَوْتُهُ أيضا، أذا بكيته وعَدَّدْتَ محاسنَه، وكذلك إذا نظمتَ فيه شعراً. ورَثَى له، أى رقّ له.

  ابن السكيت: قالت امرأة من العرب: «رَثَأْثُ زَوجى بأبياتٍ» وهمزَتْ. قال الفراء: ربَّما خرجتْ بهم فصاحتُهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز. قالوا: رَثَأْتُ الميِّت، ولَبَّأْتُ بالحجّ، وحَلَّأْت السويقَ تَحْلِئَةً، وإنّما هو من الحلاوة، إذا كانت تنوح نياحةً⁣(⁣٣).

  وامرأةٌ رَثَّاءَةٌ ورَثَّايَةٌ. فمن لم يهمزْ أخرجَه على أصله، ومن هَمَز فلأنَّ الياء إذا وقعت بعد الألف الساكنة هُمزت. وكذلك القول فى سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ وما أشبهها.

  أبو عمرو: رَثَيْتُ عنه حديثاً أَرْثِى رِثَايَةً، إذا ذكرتَه عنه.

[رجا]

  أَرْجَيْتُ الأمر: أخَّرته، يهمز ولا يهمز. وقد قرئ: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ} وأَرْجِهْ {وَأَخاهُ}. فإذا وصفت الرجلَ به قلت: رجلٌ مُرْجٍ وقومٌ مُرْجِيَةٌ. وإذا نسبتَ إليه قلت رجلٌ مُرْجِىٌ بالتشديد على ما ذكرناه فى باب الهمز.

  والرَّجَاءُ من الأمل ممدود؛ يقال: رَجَوْتُ فلاناً رَجْواً ورَجَاءً ورَجَاوَةً.

  ويقال: ما أتيتُك إلّا رَجَاوَةَ الخير. وتَرَجَّيْتُهُ كلّه بمعنى رَجَوْتُهُ. قال بشرٌ يخاطب بنته:

  فرَجِّى الخيرَ وانتظرِى إيانِى ... إذا ما القارظُ العَنَزِىُّ آبا

  وما لى فى فلان رَجِيَّةٌ، أى ما أَرْجُوهُ.

  وقد يكون الرَّجْوُ والرَّجَاءُ بمعنى الخوف.

  قال الله تعالى: {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً}، أى تخافون عظمةَ الله. وقال أبو ذؤيب:

  إذا لسعته النحلُ لم يَرْجُ لسعَها ... وحَالَفَهَا فى بيتِ نُوبٍ عَواسِلِ⁣(⁣٤)


(١) جوّاس بن نعيم، ويعرف بابن أمّ نهار.

(٢) بعده:

وكل شيء بعد ذاك ييجع

(٣) كذا. وفى اللسان: «وامرأة رثاءة ورثّاية: كثيرة الرثاء لبعلها أو لغيره ممن يكرمُ عندها تنوح نياحةً».

(٤) يروى: «وخالفها».