الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عرا

صفحة 2424 - الجزء 6

  وهى فَعِيلَةٌ بمعنى مفعولةٍ، وإنما أُدْخِلَتْ فيها الهاء لأنها أُفْرِدَتْ فصارت فى عداد الأسماء، مثل النطيحة والأكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت: نخلةٌ عَرِىٌ. وفى الحديث أنّه رخّص فى الْعَرَايَا بعد نَهيه عن المُزَابَنَةِ

  ، لأنَّه ربما تأذّى المعْرِى بدخوله عليه، فيحتاج أن يشتريها منه بثمن، فرُخِّصَ له فى ذلك. قال شاعر الأفصار⁣(⁣١):

  وليست بسَنْهَاءَ ولا رُجَّبِيَّةٍ ... ولكن عَرَايَا فى السنين الجَوَائِحِ

  يقول: إنّا نُعْرِيهَا الناسَ المحاويج.

  واسْتَعْرَى الناسُ فى كلّ وجه، وهو من العَرِيَّةِ، أى أكلوا الرُطَبَ.

  والْعَرِيَّةُ أيضاً: الريح الباردة.

  الكلابىّ: يقال إن عَشِيَّتَنَا هذه لَعَرِيَّةٌ، أى باردةٌ.

  ويقال: أَهْلَكَ فقد أَعْرَيْتَ، أى غابت الشمس وبَرِدْتَ.

  والْعُرَوَاءُ مثال الغُلَوَاء: قِرَّةُ الحُمىَّ ومَسُّهَا فى أوّل ما تأخذ بالرعدة. وقد عُرِىَ الرجل على ما لم يسمَّ فاعله، فهو مَعْرُوٌّ. وقول لبيد:

  والنيِبُ إن تُعْرَ مِنِّى رِمَّةً خَلَقاً ... بعد المماتِ فإنِّى كنتُ أَتَّئِرُ

  ويروى: «... تَعْرُ مِنِّى ...» أى تطلب، لأنّها ربّما قضِمت العظامَ تتملَّح بها.

  وعَرِىَ من ثيابه يَعْرَى عُرْياً، فهو عارٍ وعُرْيَانٌ، والمرأة عُرْيَانَةٌ. وما كان على فُعْلَانٍ فمؤنثه فُعْلَانَةٌ بالهاء.

  وأَعْرَيْتُهُ أنا وعَرَّيْتُهُ تَعْرِيَةً فتَعَرَّى.

  ويقال: ما أحسنَ مَعَارِىَ هذه المرأة، وهى يداها ورجلاها ووجهها. قال أبو كَبيرٍ الهُذَلىّ⁣(⁣٢):

  مُتَكَوِّرِينَ على المَعَارِى بينهم ... ضَرْبٌ كتَعْطَاطِ المزادِ الأَثْجَلِ⁣(⁣٣)

  ويقال: اعْرَوْرَيْتُ منه أمرًا قبيحاً، أى ركبتُ. واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ: ركبته عُرْيَاناً، وهو افْعَوْعَلَ.

  وفرسٌ عُرْىٌ: ليس عليه سرجٌ، والجمع الْأَعْرَاءُ. وأمَّا قول الهذَلىّ:

  أَبِيتُ على مَعَارِىَ واضحاتٍ ... بهنّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ

  فإنَّما نصب الياء لأنّه أجراها مجرى الحرف


(١) سويد بن الصامت.

(٢) يصف قوماً ضُرِبُوا فسقطوا على أيديهم وأرجلهم.

(٣) ويروى: «الأثجل». ومتكورين، أى بعضُهم على بعض.