الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عشا

صفحة 2426 - الجزء 6

  وأما قولهم: «عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً» فشاذٌّ نادرٌ، وضع أبؤسا موضع الخبر. وقد يأتى فى الأمثال ما لا يأتى فى غيرها. وربَّما شبَّهوا عَسَى بكادَ، واستعملوا الفعل بعده بغير أَنْ، فقالوا: عَسَى زيدٌ ينطلق. قال الشاعر⁣(⁣١).

  عَسَى اللهُ يُغْنِى عن بلادِ ابن قادِرٍ ... بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَبَابِ سَكُوبِ⁣(⁣٢)

  ويقال: عَسَيْتُ أن أفعل ذاك، وعَسِيتُ بالكسر، وقرئ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} بالكسر والفتح.

  وتقول للمرأة: عَسَتْ أن تفعل ذاك، وعَسَيْتُنَ للنساء، وعَسَيْتُمْ للرجال، ولا يقال منه يَفْعُلُ ولا فَاعِلٌ.

  وعَسَى من الله واجبةٌ فى جميع القرآن، إلّا فى قوله: {عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ} وقال أبو عبيدة: عَسَى من الله إيجابٌ، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأنَ عَسَى فى كلامهم رجاء ويقين. وأنشد لابن مُقْبل:

  ظَنِّى بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ ... يتنازعون جوائز الأَمثالِ

  أى ظَنِّى بهم يقينٌ.

[عشا]

  الْعَشِىُ والعَشِيَّةُ: من صلاة المغرب إلى العَتَمة⁣(⁣٣). تقول: أتيته عَشِىَ أمس وعَشِيَّةَ أمس. وتصغير العَشِىِ عُشَيَّانٌ على غير قياس مكبَّرِه، كأنَّهم صغّروا عَشْيَاناً، والجمع عُشَيَّانَاتٌ.

  وقيل أيضا فى تصغيره عُشَيْشِيَانٌ، والجمع عُشَيْشِيَانَاتٌ. وتصغير العَشِيَّةٌ عُشَيْشِيَةٌ، والجمع عُشَيْشِيَاتٌ.

  والْعِشَاءُ، بالكسر والمدّ، مثل العَشِىِ.

  والْعِشَاءَانِ: المغربُ والعَتَمةُ. وزعم قوم أنَ الْعِشَاءَ من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا:

  غَدَوْنَا غدوةً سَحَراً بليلٍ ... عِشاءً بعد ما انتصف النَهارُ


(١) سماعة بن أسول النعامى.

(٢) قال ابن برى: وصواب إنشاده: عن بلاد ابن قارب وقال: كذا أنشده سيبويه.

وبعده:

هجف تحف الريح فوق سباله ... له من لويات العكوم؟

(٣) فى المختار: قال الأزهرى: العَشِىُّ ما بين زوال الشمس وغروبها. وصلاتا العَشِىِّ هما الظهر والعصر، فإذا غابت الشمس فهو العِشاءُ.