الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كشى

صفحة 2476 - الجزء 6

  وكُلْيَةُ السحاب: أسفلُه؛ والجمع كُلًى. يقال: انبعجت كُلَاهُ.

  وكَلَيْتُهُ فَاكْتَلَى، أى أصبت كُلْيَتَهُ.

  قال العجاج:

  لَهنَّ فى شَبَاتِهِ صَئِىُ ... إذا كَلَا⁣(⁣١) واقتحم المَكْلِىُ

  يقول: إذا طعن الثَور الكلب فى كُلْيَتِهِ وسقط الكلِىُ: الذى أصيبت كُلْيَتُهُ.

  وجاء فلانٌ بغنمه حُمْرَ الْكُلَى، أى مهازيل.

  وكِلَا فى تأكيد الاثنين نظير كلٍّ فى المجموع، فهو اسمٌ مفردٌ غير مثنّى، فإذا ولى اسماً ظاهراً كان فى الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالألف. تقول: رأيت كِلَا الرجلين، وجاءنى كِلَا الرجلين، ومررت بِكِلَا الرجلين. فإذا اتَّصل بمضمر قلبت الألف ياءً فى موضع الجر والنصب فقلت: رأيت كِلَيْهِمَا ومررت بِكِلَيْهِمَا، كما تقول عليهما، وتبقى فى الرفع على حالها. وقال الفراء: هو مثنَّى، وهو مأخوذ من كُلٍّ فحققت اللام وزيدت الألف للتثنية، وكذلك كِلْتَا للمؤنث، ولا يكونان إلَّا مضافين، ولا يتكلَّم منهما بواحد، ولو تُكلِّم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ، وكِلَانِ وكِلْتَانِ.

  واحتجَّ بقول الشاعر:

  فى كِلْتِ رِجْلَيْهَا سُلَامَى واحِدَهْ ... كِلْتَاهُمَا مقرونةٌ بزائِدهْ

  أراد فى إحدى رجليها فأفرد. وهذا القول ضعيفٌ عند أهل البصرة؛ لأنَّه لو كان مثنَّى لوجب أن تنقلب ألفُه فى النصب والجرّ ياءً مع الاسم الظاهر؛ ولأنَّ معنى كِلَا مخالف لمعنى كُلٍّ، لأن كُلًّا للإحاطة، وكِلَا يدلُّ على شئ مخصوص، وأمَّا هذا الشاعر فإنَّما حذف الألف للضرورة وقدّر أنها زائدة، وما يكون ضرورةً لا يجوز أن يجعل حجّةً، فثبت أنَّه اسمٌ مفردٌ كَمِعًى، إلَّا أنّه وضع ليدلّ على التثنية، كما أنَّ قولهم نحن اسم مفرد يدلُّ على الاثنين فما فوقهما، يدلُّ على ذلك قولُ جرير:

  كِلَا يَوْمَىْ أُمَامةَ يومُ صَدٍّ ... وإنْ لم نَأْتِها إلّا لِماما

  أنشدنيه أبو علىّ.

  فإنْ قال قائل: فلِمَ صار كِلَا بالياء فى النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الألف مع المظهر كما لزمت فى الرفع مع المضمر؟ قيل له: قد كان من حقِّها أن تكون بالألف على كلِّ حال مثل عَصًا ومِعًى، إلّا أَنَّها لمَّا كانت لا تنفكّ من الإضافة شبِّهتْ بعَلَى ولَدَى، فجعلت بالياء مع المضمر فى النصب


(١) فى اللسان: «إذا اكْتَلَى». قال: ويروى: «كلَا».