الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كنى

صفحة 2477 - الجزء 6

  والجر، لأن عَلَى لا تقع إلّا منصوبة أو مجرورة، ولا تستعمل مرفوعة، فبقيت كِلَا فى الرفع على أصلها مع المضمر، لأنَّها لم تشبَّه بعَلَى فى هذه الحال.

  وأما كِلْتَا التى للتأنيث فإنَّ سيبويه يقول: ألفها للتأنيث والتاء بدل من لام الفعل وهى واو، والأصل كِلْوَا، وإنّما أبدلت تاءً لأن فى التاء عَلَم التأنيث، والألف فى كِلْتَا قد تصير ياءً مع المضمر فتخرج عن علم التأنيث، فصار فى إبدال الواو تاءً تأكيدٌ للتأنيث.

  وقال أبو عُمر الجرمىّ: التاء ملحقة، والألف لام الفعل، وتقديرها عنده فِعْتَلٌ. ولو كان الأمر على ما زعم لقالوا فى النسبة إليها كِلْتَوِىٌّ، فلمَّا قالوا كِلَوِىٌّ وأسقطوا التاء دلَّ على أنَّهم أجرَوْها مجرى التاء التى فى أُخْتٍ، التى إذا نسبت إليها قلت أَخَوِىٌّ.

[كمى]

  كَمَى فلان شهادته يَكْمِيَها، إذا كتمها.

  وانْكَمَى، أى استخفى.

  وتَكَمَّى: تغطّى. وتَكَمَّتِ الفتنةُ الناسَ، إذا غشِيَتهم.

  والْكَمِىُ: الشجاع المُتَكَمِّى فى سلاحه، لأنّه كَمَى نفسَه، أى ستَرها بالدرع والبيضة. والجمع الْكُمَاةُ، كأنَّهم جمعوا كامٍ مثل قاضٍ وقضاةٍ.

  والْكِيمِيَاءُ مثال السِيمِياء: اسم صنعةٍ، وهو عربىٌّ.

[كنى]

  الْكِنَايَةُ: أن تتكلم بشئ وتريد به غيره.

  وقد كَنَيْتُ بكذا عن كذا وكَنَوْتُ. وأنشد أبو زياد:

  وإنِّى لَأَكْنُو⁣(⁣١) عن قَذُورَ بغيرها ... وأُعْرِبُ أحياناً بها فأُصَارِحُ

  ورجلٌ كَانٍ وقومٌ كانُونَ.

  والْكُنْيَةُ والْكِنْيَةُ أيضاً بالكسر: واحدة الْكُنَى.

  واكْتَنَى فلان بكذا. وفلان يُكْنَى بأبى عبد الله، ولا تقل يُكْنَى بعبد الله. وكَنَّيْتُهُ أبا زيد وبأبى زيدٍ تَكْنِيَةً. وهو كَنِيُّهُ كما تقول: سَمِيُّهُ.

  وكُنَى الرؤيا، هى الأمثال التى يضربها مَلَكُ الرؤيا، يُكْنَى بها عن أعيان الأمور.

[كوى]

  الْكَىُ معروف. وقد كَوَيْتُهُ فاكْتَوَى هو.

  ويقال: «آخرُ الدواء الْكَىُ»، ولا تقل: آخر الداء الْكَىُ.


(١) فى اللسان: «وإنِّى لَأَكْنِى».