الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

هجا

صفحة 2534 - الجزء 6

  فلم أرَ مَعْشَرًا أَسَرُوا هَدِيًّا ... ولم أَرَ جارَ بيتٍ يُسْتَباءُ

  قال الأصمعىّ: هو الرجل الذى له حُرْمَةٌ كحرمة هَدِىِ البيت. قال أبو عبيد: ويقال للأسير أيضاً هَدِىٌ. وأنشدَ للمتلمِّس يذكر طرفَةَ ومقتل عمرِو بن هندٍ إيّاه:

  كطُريفةَ بنِ العبد كان هَدِيّهُمْ ... ضربُوا صَمِيمَ قَذَالِهِ بِمُهَنَّدِ

  أبو زيد: يقال خُذْ فى هِدْيَتِكَ بالكسر، أى فيما كنت فيه من الحديث أو العمل ولا تعدلْ عنه.

  ويقال أيضاً: نظر فلانٌ هِدْيَةَ أمره وما أحسن هِدْيَتَهُ وهَدْيَتَهُ أيضا بالفتح، أى سيرتَه. والجمع هَدْىٌ مثل تَمْرَةٍ وتَمْرٍ.

  ويقال أيضا: هَدَى هَدْىَ فلانٍ، أى سار سيرتَه. وفى الحديث: «واهْدُوا هَدْىَ عَمَّارٍ».

  وهَدَاهُ، أى تَقَدَّمَه. قال طرَفة:

  للفتى عقلٌ يَعيش به ... حيث تَهْدِى ساقَهُ قَدَمُهْ

  وهَادِى السهمِ: نَصْلُهُ.

  والْهَادِى: الراكِسُ، وهو الثور فى وسط البَيدر تدور عليه الثِيران فى الدِيَاسَةِ.

  والْهَادِى: العنقُ. وأقبلتْ هَوَادِى الخيل، إذا بدتْ أعناقُها؛ ويقال أوّل رَعيلٍ منها. وقول امرئ القيس:

  كأنَّ دماءَ الْهَادِيَاتِ بنَحْرِهِ ... عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرجَّلِ

  يعنى به أوائل الوحش.

  والْهَدِيَّةُ: واحدة الْهَدَايَا. يقال: أَهْدَيْتُ له وإليه.

  والْمِهْدَى بكسر الميم: ما يُهْدَى فيه، مثل الطبَق ونحوه. قال ابن الأعرابىّ: ولا يُسَمَّى الطبقُ مِهْدًى إلّا وفيه ما يُهْدَى.

  والْمِهْدَاءُ بالمد: الذى من عادته أن يُهْدِىَ.

  والتَّهَادِى: أن يُهْدِىَ بعضُهم إلى بعض.

  وفى الحديث: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا».

  وجاء فلانٌ يُهَادَى بين اثنين، إذا كان يمشى بينهما معتمِداً عليهما من ضَعفه وتمايُله. قال ذو الرمّة:

  يُهَادِينَ جَمَّاءَ المَرافِقِ وَعْثةً ... كَلِيلَةَ حجمِ الكَعِب رَيَّا المُخلخَلِ

  وكذلك المرأة، إذا تمايلت فى مِشيتها من غير أن يماشيَها أحدٌ قيل: تَهَادَى. عن الأصمعى.

  قال الأعشى:

  إذا ما تَأَتى تريد القِيامَ ... تَهَادَى كما قد رأيتَ البَهِيرا