الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

إذا

صفحة 2542 - الجزء 6

بابُ الألف اللّيّنة

  لأنّ الْأَلِفُ على ضربين: ليّنة ومتحركة.

  فالليّنة تسمّى ألفاً، والمتحرّكة تسمّى هَمْزَة. وقد ذكرنا الهمزة، وذكرنا أيضا ما كانت الألف فيه منقلبة من الواو والياء، وهذا الباب مبنىٌّ على ألفاتٍ غير منقلبات من شئ، فلهذا أفردناه.

  آ

  آ: حرف هجاء مقصورة موقوفة، فإنْ جعلتها اسماً مددتها. وهى تؤنّث ما لم تُسَمَّ حرفاً.

  وإذا صغّرتَ آيَةً قلتَ أُيَيَّةٌ، وذلك إذا كانت صغيرة فى الخطّ، وكذلك القول فيما أشبهها من الحروف.

  والألف من حروف المدّ واللين والزيادات.

  وحروف الزيادات⁣(⁣١) عشرةٌ، يجمعها قولك: «اليوم تنساه».

  وقد تكون الْأَلِف فى الأفعال ضمير الاثنين نحو فَعَلَا ويفعلان، وتكون فى الأسماء علامةً للاثنين ودليلاً على الرفع نحو رجلان.

  فإذا تحركتْ فهى هَمْزَةٌ. وقد تزاد فى الكلام للاستفهام، تقول: أزيدٌ عندك أم عمروٌ؟ فإن اجتمعت همزتان فصلْتَ بينهما بألفٍ، قال ذو الرمة:

  أيا ظَبيةَ الوَعْساءِ بين جُلاجِلٍ ... وبين النَقَا آ أَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ

  وقد ينادَى بها، تقول: أَزَيْدُ أَقْبِلْ، إلّا أنّها للقريب دون البعيد؛ لأنّها مقصورة⁣(⁣٢).

  وهى على ضربين: أَلِفُ وصلٍ، وأَلِفُ قطعٍ.

  وكلُّ ما ثبت فى الوصل فهو أَلِفُ القطع، وما لم يثبت فهو أَلِفُ الوصل، ولا تكون إلَّا زائدة.

  وأَلِفُ القطع قد تكون زائدة مثل أَلِفِ الاستفهام، وقد تكون أصليّة مثل أَلِف أَخَذ وأمر.

[إذا]

  إِذَا: اسمٌ يدلُّ على زمان مستقبَل، ولم


(١) وقد قلت فى حروف الزيادة، وأنا أستغفر الله:

سألت حبيبي الوصل منه دعابة ... وأعلم أن الوصل ليس يكون

فماس دلالا وابتهاجا وقال لي ... برفق محيبا ماحالت يهون

(٢) قال فى المختار: يريد أنها مقصورة من يا، أو من أيا، أو من هَيَا، اللاتى ثلاثتها لنداء البعيد.