الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ألا

صفحة 2543 - الجزء 6

  تستعمَل إلّا مضافةً إلى جملة، تقول: أجيئك إذا احمرّ البُسْرُ، وإذا قِدم فلان.

  والذى يدل على أنّها اسمٌ وقوعُها موقَع قولك: آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فلان.

  وهى ظرف، وفيها مجازاة؛ لأنَّ جزاء الشرط ثلاثة أشياء: أحدها الفعل كقولك إنْ تأتنى آتِكَ، والثانى الفاء كقولك: إنْ تأتنى فإنا محسنٌ إليك، والثالث إذَا كقوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} {إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}.

  وتكون للشئ توافقه فى حالٍ أنت فيها، وذلك نحو قولك: خرجتُ فَإِذَا زيدٌ قائمٌ، المعنى خرجتُ ففاجأنى زيدٌ فى الوقت بقيامٍ.

  وأمّا إِذْ فهى لما مضَى من الزمان، وقد تكون للمفاجأة مثل إِذَا، ولا يليها إلَّا الفعل الواجب، وذلك نحو قولك: بينما أنا كذا إذْ جاء زيدٌ.

  وقد تُزَادَانِ جميعاً فى الكلام، كقوله تعالى: {وَإِذْ واعَدْنا مُوسى} أى وَعَدْنَا⁣(⁣١).

  وقول الشاعر⁣(⁣٢):

  حتَّى إِذَا أَسْلكوهُمْ فى قُتائِدَةٍ ... شَلًّا كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُرُدَا

  أى حتّى أسلكوهم فى قُتَائِدَةٍ، لأنّه آخر القصيدة. أو يكون قد كَفَّ عن خبره لعلم السامع.

[ألا]

  (إلَى): حرفٌ خافضٌ، وهو مُنْتَهًى لابتداءِ الغاية، تقول: خرجتُ من الكوفة إلى مكّة، وجائزٌ أن تكون دخلْتَها وجائزٌ أن تكون بَلغْتَها ولم تدخلْها؛ لأنَّ النهاية تشتمل أوّلَ الحدّ وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته.

  وربَّما استعمل بمعنى عِنْدَ؛ قال الراعى:

  * فقد سادَتْ إِلَىَ الغَوَانِيَا⁣(⁣٣) *

  وقد تجئ بمعنى مَعَ، كقولهم: الذَّوْدُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ. قال الله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ}، وقال: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ} أى مع الله، وقال: {وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ}.

  قال سيبويه: ألفُ إلَى وعَلَى منقلبتان من واوين، لأنَّ الألفات لا تكون فيها الإمالةُ، ولو سُمِّىَ به رجلٌ قيل فى تثنيته إلوَانِ وعَلَوان.


(١) فى اللسان: «أى وَوَاعَدْنَا».

(٢) عبد مناف بن رِبْع الهُذَلىّ.

(٣) البيت بأكمله:

ثقال غذا راد النساء خريدة ... صناع فقد سادت إلى الغوانيا

أى عندى. وراد النساءُ: ذهبن وجئن. امرأةٌ رَوَادٌ، أى تدخل وتخرج.