الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ما

صفحة 2555 - الجزء 6

  من اللوِّ؛ لأنَّ حروف المعانى والأسماءَ الناقصة إذا صُيِّرَتْ أسماءً تامةً، بإدخال الألف واللام عليها أو بإعرابها، شدِّد ما هو منها على حرفين؛ لأنّه يزاد فى آخره حرفٌ من جنسه فيدغَم ويصرَف، إلّا الألف فإنّك تزيد عليها مثلَها فتمدّها، لأنَّها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزةً، فتقول فى لَا: كتبتُ لاءً جيّدةً. قال أبو زُبَيد:

  ليتَ شعرِى وأينَ منِّىَ لَيْتٌ ... إنَّ لَيْتاً وإنَّ لَوًّا عَنَاءُ

[ما]

  ما: حرفٌ يتصرّف على تسعة أوجه: الاستفهامُ، نحو مَا عِنْدَكَ.

  والخبرُ، نحو: رأيت مَا عِنْدَكَ، وهو بمعنى الذى.

  والجزاءُ، نحو: ما تَفْعَلْ أَفْعَلْ.

  وتكون تعجّباً نحو: ما أحسن زيداً.

  وتكون مع الفعل فى تأويل المصدر نحو: بلغنى ما صَنعتَ، أى صنيعُك.

  وتكون نكرةً يلزمها النعتُ، نحو: مررتُ بمَا مَعْجِبٍ لك، أى بشئ معجبٍ لك.

  وتكون زائدةً كافَّةً عن العمل، نحو إنَّما زيدٌ منطلقٌ، وغيرَ كافّةٍ نحو قوله تعالى: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ}.

  وتكون نفياً نحو: ما خرج زيدٌ، وما زيدٌ خارجاً. فإنْ جعلتها حرف نَفى لم تُعملها فى لغة أهل نجد لأنَّها دَوّارةٌ وهو القياس، وأَعْمَلْتَهَا على لغة أهل الحجاز تشبيهاً بلَيْسَ، تقول: ما زيدٌ خارجاً، وما هذا بَشَرًا.

  وتجئ محذوفةً منها الألف إذا ضممتَ إليها حرفاً، نحو بِمَ، ولِمَ، و {عَمَ يَتَساءَلُونَ}.

  قال أبو عبيد: تُنسب القصيدة التى قوافيها على ما: مَاوِيَّةٌ.

  وماءِ: حكايةُ صوت الشاء، مبنىٌّ على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمّة بقوله:

  لا يَنْعَشُ الطَرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنَهُ ... داعٍ يناديه باسمِ الماءِ مبغومُ

  وزعم الخليل أنَّ مَهْمَا أصلها ما ضُمَّتْ إليها ما لغواً، وأبدلوا الألف هاءً.

  وقال سيبويه: يجوز أن تكون مَهْ كَإِذْ، ضُمَّ إليها ما.

  وقول الشاعر⁣(⁣١):

  إمَّا تَرَىْ رأسِى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... شَمَطاً فأصبحَ كالثَغَامِ الممحلِ⁣(⁣٢)


(١) حسان.

(٢) فى اللسان: «المُخْلِسِ».