الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نزح

صفحة 410 - الجزء 1

  وتَنَدَّحَتِ الغنمُ من مرابضها⁣(⁣١)، إذا تبدَّدتْ واتّسعتْ من البِطنة.

  وانْدَحَ بطنُ فلانٍ انْدِحَاحاً: اتسع من البِطنة.

  وانْدَاحَ بطنُه انْدِيَاحاً، إذا انتفخ وتدلّى، من سِمَنٍ كان ذلك أو علَّة. وفى حديث أمِّ سلمة أنَّها قالت لعائشة ®: «قد جَمَعَ القرآن ذَيْلَكِ فلا تَنْدَحِيهِ»، أى لا توسّعيه بالخروج إلى البصرة. ويروى: «لا تَبْدَحِيهِ» بالباء، أى لا تفتحيه، من البَدْحِ وهو العلانية.

[نزح]

  نَزَحْتُ البئر نَزْحاً: استقيت ماءها كلَّه.

  وبئرٌ نَزُوحٌ: قليلة الماء، ورَكَايَا نُزُحٌ.

  والنَّزَحُ بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أكثر مائها.

  قال الراجز:

  لا يَسْتَقِى فى النَّزَحِ المَضْفُوفِ ... إلَّا مُدَارَاتُ⁣(⁣٢) الغُرُوبِ الجُوفِ

  ونَزَحَتِ الدار نُزُوحاً: بَعُدَتْ. وبلدٌ نَازِحٌ، وقومٌ مَنَازِيحُ. وقد نُزِحَ بفلان، إذا بعُد عن دياره غَيبةً بعيدة. وأنشد الأصمعى:

  ومَنْ يُنْزَحْ به لابُدَّ يوماً ... يَجِئُ به نَعِىٌّ أو بَشِيرُ

  وتقول: أنت بمُنْتَزَحٍ من كذا، أى ببُعْدٍ منه. قال ابن هَرْمةَ يرثى ابنه:

  فأنتَ من الغَوَائِلِ حين تُرْمَى ... ومن ذَمِّ الرِجَالِ بمُنْتَزَاحِ

  إلّا أنّه أشبع فتحة الزاى فتولّدت الألف.

[نشح]

  نَشَحَ نَشْحاً ونُشُوحاً: شَرِب دون الرِىِّ.

  قال ذو الرمة:

  فانْصَاعَتِ الحُقْبُ⁣(⁣١) لم تَقْصَعْ جَرَائِرَها ... وقد نَشَحْنَ فلا رِىٌّ ولا هِيمُ

  والنَّشُوحُ بالفتح: الماء القليل. قال أبو النجم يصف الحمير:

  * حتّى إذا ما غَيَّبَتْ نَشُوحَا*

[نصح]

  نَصَحْتُكَ نُصْحاً ونَصَاحَةً. قال الذُبياني⁣(⁣٢):

  نَصحتُ بَني عَوْفٍ فلم يتَقبَّلُوا ... رَسُولِى ولم تَنْجَحْ لديهم وسائِلى

  وهو باللام أفصح. قال الله تعالى: {وَأَنْصَحُ لَكُمْ}. والاسم النَّصِيحة.


(١) فى اللسان: «فى مرابضها».

(٢) إلا مدارات بالتاء المبسوطة، وهى جمع مدارة، جلد يدار ويخرز على هيئة الدلو فيستقى به. المضفوف: الذى كثر عليه الناس، وهو مأخوذ من الصفف: وهو كثرة العيال. والجوف: جمع جوفاء، وهى الواسعة.

(١) فى المطبوعة الأولى «الخف» تحريف. والحقب: جمع أحقب وحقباء، وهو الحمار الوحشى الذى فى بطنه بياض، أو الأبيض موضع الحقب. وفى اللسان: «لم تقصع ضرائرها».

(٢) يعنى النابغة.