الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كود

صفحة 532 - الجزء 2

  وتَكْمِيدُ العضوِ: تسخينُه بخرقٍ ونحوِهَا، وكذلك⁣(⁣١) المكِمَادُ، بالكسر.

  وفى الحديث: «الكِمَادُ أحبُّ إلىّ من الكَىِّ».

[كند]

  كَنَدَ كُنُوداً، أى كَفَرَ النِعمة، فهو كَنُودٌ. وامرأةٌ كَنُودٌ أيضا، وكُنُدٌ مثلُه.

  وأرضٌ كَنُودٌ: لا تُنبِتُ شيئاً.

  وكَنَدَهُ، أى قطعه. قال الأعشى:

  أَمِيطِى تُمِيطِى بِصُلْبِ الفُؤَادِ ... وَصُولِ حِبَالٍ وكَنَّادِها

  وكِنْدَةُ: أبو حىٍّ من اليمن، وهو كِنْدَةُ بن ثَوْرٍ.

[كنعد]

  الكَنْعَدُ: ضربٌ من سمك البحر. قال جرير:

  كانوا إذا جَعلوا فى صِيرِهِمْ بَصَلاً ... ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالحٍ جَدفُوا

[كود]

  كَادَ يفعل كذا، يَكَادُ كَوْداً ومَكَادَةً، أى قَارَبَ ولم يفعل.

  وحكى سيبويه عن بعض العرب: كُدْتُ أفعل كذا، بضم الكاف. قال: وحدَّثنى أبو الخطَّاب أنّ ناساً من العرب يقولون: كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ يفعل كذا، يريدون كَادَ وزَالَ، فنقلوا الكسر إلى الكاف فى فَعَلَ كما نقلوا فى فَعَلْتُ.

  وزعم الأصمعىُّ أنَّه سمع من العرب من يقول: لا أفعل ذلك ولا كَوْداً، فجعلها من الواو.

  وقد يُدخلون عليها «أنْ» تشبيهاً بعَسَى.

  قال رؤبة:

  * قَدْ كَادَ من طُولِ البِلَى أنْ يَمْصَحَا⁣(⁣٢) *

  وقولهم: عرف فلان ما يُكَادُ منه، أى ما يراد منه.

  ويقال: لا مَهَمَّةَ لى ولا مَكَادَةَ، أى لا أَهُمُّ ولا أَكَادُ.

  وتقول لمن يطلب منك الشئ فلا تريد إعطاءه: لا ولا مَكَادَةَ.

  وكادَ وُضِعَتْ لمقاربة الشئ، فُعِلَ أو لم يُفْعَلْ؛ فمجرَّدُهُ ينبئ عن نَفْى الفعل، ومقرونُهُ بالجحد ينبئ عن وقوع الفعل. قال بعضهم فى قوله تعالى: {أَكادُ أُخْفِيها}: أريدُ أخفيها. قال: فكما جاز أن يوضع أريدُ موضعَ أكاد فى قوله تعالى: {جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ} فكذلك أَكَادُ. وأنشد الأخفش:


(١) فى اللسان: «وذلك».

(٢) قبله: