الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خصر

صفحة 647 - الجزء 2

  الدَيْزَجُ. وفى ألْوَانِ الناسِ: السُمْرَةُ. قال اللَهَبىّ⁣(⁣١):

  وأنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفُنِى ... أَخْضَرُ الجِلْدَةِ فى بيْتِ العَرَبْ

  يقول: أنا خالصٌ، لأنَّ ألوان العرب السُمْرة.

  والخضراء: السماء.

  ويقال: كتيبةٌ خضراءُ، للتى يعلوها سَوَادُ الحديد.

  وفى الحديث: «إيّاكُمْ وخضراءَ الدِمَنِ»، يعنى المرأة الحسناءَ فى مَنْبِتِ السَوْء، لأنَّ ما يَنْبُتُ فى الدِمْنَةِ وإن كان ناضراً لا يكون ثامرا.

  ويقال: الدُنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ.

  وقولهم: أبادَ اللهُ خضراءَهم، أى سوادَهم ومُعْظَمَهم. وأنكره الأصمعىُّ وقال: إنَّما يقال أباد الله غَضْراءَهم، أى خَيْرَهم وغَضَارَتهم.

  والخَضِيرةُ: النخلة التى يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخْضَر.

  واختضرتُ الكَلَأَ، إذا جَزَرْتَهُ وهو أخضَر. ومنه قيل للرجُل إذا مَات شابًّا غَضًّا: قد اخْتُضِرَ.

  وكان فِتْيَانٌ يقولون لشيخ: أَجْزَزْتَ⁣(⁣١) يا شيخ! فيقول: أى بَنِىَّ وتُخْتَضَرُون.

  وخُضَارة بالضم: البحر، معرفة لا تُجْرَى⁣(⁣٢).

  تقول: هذا⁣(⁣٣) خُضارةُ طَامِياً.

  والخُضَارِيُ: طائِرٌ يُسَمَّى الأَخْيَلَ، كأنَّه منسوب إلى الأَوَّل.

  والخَضَارُ بالفتح: اللَبَنُ الذى أُكْثِرَ مَاؤُه.

  والخَضَارُ أيضاً: البَقْلُ الأوّل.

  والمُخَاضَرَةُ: بَيْعُ الثِمَارِ قبل أن يَبْدُو صَلَاحُها وهى خُضْرٌ بَعْدُ، ونُهِىَ عنه. ويَدْخُلُ فيه بَيْع الرِطَابِ والبُقُولِ وأشباهها، ولهذا كره بعضُهم بَيْع الرِطَابِ أكثر من جَزَّةٍ واحِدَةٍ.

  ويقال للزرع: الخُضَّارَى بتشديد الضاد مثال الشُقَّارَى.

  وقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً}، قال الأخفش: يريد الأَخْضَر، كقول العرب: «أَرِنيهَا نَمِرَةً⁣(⁣٤) أُرِكَهَا مَطِرَةً».

  ويقال: ذَهَبَ دَمُه خِضْراً: أى هَدَراً.


(١) هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبى لهب.

(١) ومعنى أَجْزَزْتَ: أَنَى لك أن تُجزَّ فتموت.

وأصل ذلك فى النبات الغَضّ يُرْعى ويُخْتَضَرُ، ويُجَزّ، فيؤكل قبل تناهى طوله.

(٢) أى لا تنصرف. وهذه عبارة قدماء الكوفيين يعبرون عن المنصرف بالمجرى. وأما البصريون فيقولون منصرف اه ذكره محشى القاموس.

(٣) فى المطبوعة الأولى: «هذه»، تحريف.

(٤) نمرة: سحابة على لون النمر.