الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كعبر

صفحة 808 - الجزء 2

  والكافِرُ: الليلُ المظلمُ، لأنَّه ستر كلَّ شئ بظلمته.

  والكافِرُ: الذى كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أى غطّاه ولبسَه فوقه. وكلُّ شئٍ غَطَّى شيئاً فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكِّيت: ومنه سمِّى الكَافِرُ، لأنّه يستر نِعَمَ اللهِ عليه.

  والكَافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازنىّ:

  فَتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بَعْدَ مَا ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فى كافِرِ

  يعنى الشمسَ أنَّها بدأتْ فى المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ.

  وذكر ابنُ السكِّيت أن لَبِيدًا سرقَ هذا المعنى فقال:

  حتّى إذا أَلْقَتْ يَدًا فى كَافِرٍ ... وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُغُورِ ظَلامُها

  والكافِرُ الذى فى شِعر المتلمّس⁣(⁣١): النهرُ العظيمُ.

  والكافِرُ: الزارعُ، لأنّه يغطِّى البَذْرَ بالتراب.

  والكُفَّارُ: الزرّاعُ.

  والمُتَكَفِّرُ: الداخل فى سلاحه.

  وأَكْفَرْتُ الرجلَ، أىْ دعوْتُهُ كافِرًا.

  يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القِبلة، أى لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ.

  والتَّكْفِيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير⁣(⁣١):

  وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَهَا ... فضَعُوا السلاحَ وَكَفِّرُوا تَكْفِيرَا

  وتَكْفِيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها.

  والاسم الكَفَّارَةُ.

  والتَّكْفِيرُ فى المعاصى، كالإحباطِ فى الثوابِ.

  أبو عمرو: الكافُورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله.

  وقال الأصمعىُّ: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الكُفُرَّى.

  والكافُورُ من الطِيبِ. وأما قول الراعى:

  تَكْسُو المَفارِقَ واللَبَّاتِ ذا أَرَجٍ ... من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ

  فإنَّ الظبى الذى يَكُونُ منه المِسْكُ إنّما يرعى سُنْبُلَ الطِيبِ، فيجعله كافُوراً.

  والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجِبال⁣(⁣٢)، حكاه أبو عبيد عن الفرّاء.


(١) فى قوله:

فألقيتها بالثنى من جنب كافر ... كذلك أقنو كل قط مضلل

(١) يخاطب الأخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب فى الحروب التى كانت بينهم.

(٢) فى المطبوعة الأولى: «الحبال» تحريف، صوابه من اللسان. وأنشد لمحمد بن عبد الله بن نمير الثقفى: =