الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

يسعر

صفحة 859 - الجزء 2

  ليس تَخْفَى يَسَارَتِي قَدْرَ يَوْمٍ ... ولَقَدْ تُخْفِ⁣(⁣١) شِيمَتِى إِعْسَارِى

  ويقال: أنْظِرْنِى حتّى يَسَارِ، وهو مبنى على الكسر، لأنّه معدول عن المصدر، وهو المَيْسَرَةُ.

  قال الشاعر:

  فقلتُ امْكُثِى حتى يَسَارِ لَعَلَّنَا ... نَحُجُّ معاً قالت أَعَاماً وقَابِلَهْ

  وقول الفرزدقُ يُخاطب جريراً:

  وإنى لأَخْشَى إنْ خَطَبْتَ إليهمُ ... عليك الذى لَاقَى يَسَارُ الكَوَاعِبِ

  هو اسم عبدٍ كان يتعرّض لبنات مولاه، فجَبَبْنَ مَذاكيره.

  واليَسِيرُ: القليلُ. وشئٌ يَسِيرٌ، أى هَيِّنٌ.

[يسعر]

  يَسْتَعُورُ الذى فى شعر عُرْوَةَ⁣(⁣٢): اسم موضعٍ، ويقال شجرٌ، وهو فَعْلَلُولٌ.

  قال المبرد: الياء من نفس الكلمة، بمنزلة عينِ عَضْرَفُوطٍ، لأَنَّ الزوائد لا تلحق بنات الأربعة أوّلا إلّا الميم التى فى الاسم المبنى على فَعْلَلَ، كمُدَحْرِجٍ وشبِهه.

[يعر]

  اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الجَدْىُ يربط فى الزُبْيَةِ للأسد. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  أُسَائِلُ عنهم كلَّما جاء راكبٌ ... مقيماً بأَمْلَاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ⁣(⁣١)

  وفى المثل: «هو أذلّ من اليَعْرِ».

  ويَعَرَتِ العنزُ تَيْعِرُ بالكسر، يُعَارًا بالضم، أى صاحت. وقال:

  عريضٌ أريضٌ بَاتَ يَيْعَرُ حوله ... وباتَ يُسَقِّينَا بطونَ الثعالِبِ

  هذا رجلٌ ضافَ رجلاً وله عَتُودٌ يَيْعَرُ حولَه.

  يقول: فلم يذبَحْه لنا، وبات يسقينا لبناً مَذِيقاً كأنَّه بطونُ الثعالب لأن اللبن إذا أُجْهِدَ مَذْقُهُ اخضرّ.

  واليَعُورُ: الشاة التى تبول على حالبها وتَيْعَرُ، وتُفسِد اللبن. وهكذا جاء هذا الحرف. وسمعت أبا الغَوث يقول: هو البَعُورُ بالباء، يجعله مأخوذاً من البَعَرِ والبولِ.

  واليَعَارَةُ بالفتح: أن يحمل على الناقة الفحلُ معارَضَةً يُقادُ إليها، إن اشتهتْ ضربها وإلّا فلا، وذلك لكَرَمِها. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  قَلَائِصَ لا يُلْقَحْنَ إلا يَعَارَةً ... عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ⁣(⁣٣) إلا غَوالِيا


(١) أراد «تحفى». فحذف الياء لغير جازم. وفى اللسان: «يخف»، والوجهان جائزان.

(٢) هو قوله:

أطعت الأمرين بصرم سلمة ... فطاروا في عضاه المستعور

(٣) البريق الهذلى.

(١) قبله:

فأن أمس شيخا بالرجيج وولده ... ويصبح قومي دون أرضهم مصر

(٢) هو الراعى.

(٣) فى المطبوعة الأولى: «لا يشربن»، صوابه من اللسان.