الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رهق

صفحة 1486 - الجزء 4

  وفى الحديث: «حين ضربَ الشيطانُ رَوْقَهُ ومدَّ أطنابه».

  ويقال: ألقى فلانٌ عليك أَرْوَاقَهُ وشَرَاشِرَهُ، وهو أن تحبَّه حباً شديداً. ويقال أيضاً: ألقى أَرْوَاقَهُ، إذا عدا واشتدَّ عَدْوُهُ. حكاه أبو عبيد.

  وربَّما قالوا: ألقى أَرْوَاقَهُ، إذا أقام بالمكان واطمأنَّ به، كما يقال: ألقى عصاه.

  وألقت السحابة أَرْوَاقَهَا، أى مطرها ووَبْلَها.

  والرِّوَاقُ: سترٌ يُمَدُّ دون السقف، يقال: بيتٌ مُرَوَّقٌ. ومنه قول الأعشى:

  * فَظَلْتُ لديهم فى خِبَاءِ مُرَوَّقِ⁣(⁣١) *

  وربّما قالوا: رَوَّقَ الليلُ إذا مدّ رِوَاقَ ظلمته وألقى أَرْوِقَتَهُ.

  ورَاقَنِى الشئُ يَرُوقُنِى، أى أعجبنى ومنه قولهم: غلمانٌ رُوقَةٌ وجوارٍ رُوقَةٌ، أى حسانٌ.

  وهو جمع رَائِقٍ، مثل فَارِهٍ وفُرْهَةٍ، وصاحبٍ وصُحْبَةٍ، ورُوقٌ أيضا، مثل بازِلٍ وبُزْلٍ. ومنه قول الراجز:

  مُقَيَّلٍ أو مَغْبُوقْ⁣(⁣٢) ... من لَبَنِ الدُهْمِ الرُّوقْ⁣(⁣٣)

  والرَّوَقُ بالتحريك: أن تَطُولَ الثنايا العليا السفلى. والرجلُ أَرْوَقُ. قال لبيد يصف أسهماً:

  رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الْأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ⁣(⁣٤)

  ورَاقَ الشراب يَرُوقُ رَوْقاً، أى صفا.

  ورَوَّقْتُهُ أنا تَرْوِيقاً.

  والرَّاوُوقُ: المِصْفَاةُ، وربَّما سمَّوا الباطِيَةَ رَاوُوقاً.

  وإرَاقَةُ الماءِ ونحوِه: صَبُّه.

[رهق]

  رَهِقَهُ بالكسر يَرْهَقُهُ رَهَقاً، أى غشيه، من قوله تعالى: {وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ}.

  وفى الحديث: «إذا صلّى أحدُكم إلى الشئ فَلْيَرْهَقْهُ» أى فَلْيَغْشَهُ ولا يبعُدْ منه.

  ويقال: أَرْهَقَهَ طغياناً، أى أغشاه إيَّاه.


(١) قال ابن برى: بيت الأعشى هو قوله:

وقد أقطع الليل الطويل بفتية ... مساميح تسقى والخباء مروق

(٢) قبله:

يا رب مهر مزعوق

(٣) بعده:

حتى شتا كالذعلوق ... أسرع من طرف الموق

(٤) قبله:

فرميت القوم رشقا صائبا ... ليس بالعصل ولا بالمقثعل