الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

دوم

صفحة 1923 - الجزء 5

  وكان بعضُهم يصوّب التَّدْوِيمَ فى الأرض ويقول: منه اشتُقَّت الدُّوَّامَةُ، بالضم والتشديد، وهى فَلْكَةٌ يرميها الصبىُّ بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض، أى تدور.

  وغيره يقول: إنَّما سُمِّيت الدُّوَّامَةُ من قولهم: دَوَّمْتُ القِدْرَ، إذا سكّنتَ غليانَها بالماء؛ لأنَّها من سرعة دورانها كأنَّها قد سَكَنَتْ وهدأت.

  والتَّدْوَامُ مثل التَّدْوِيم. وأنشد الأحمرُ فى نعت الخيل:

  فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها ... جُنْحَ النَواصِى نحو أَلْوِياتِها

  كالطَير تَبْقِى مُتَدَاوِماتِها

  قوله «تَبْقِى» أى تنظرُ إليها أنت وترقبها.

  وقوله «مُتَدَاوِمَاتٍ» أَى مُدَوِّمَاتٍ دائراتٍ عائفاتٍ على شئ.

  وقال بعضهم: تَدْوِيمَ الكلب: إمعانُه فى الهرب.

  والمُدِيمُ: الرَاعِفُ

  والدَّوْمُ: شجرُ المُقْلِ. والظلُ الدَّوْمُ: الدَّائِمُ.

  ودُومَةُ الجَندَل: اسم حصنٍ. وأصحابُ اللغة يقولونه بضم الدال، وأصحاب الحديث يفتحونها.

  وقول لبيدٍ يصف بنَات الدهر:

  وأَعْصَفْنَ بالدُّوِمىِ من رأس حِصْنِهِ ... وأَنْزَلْنَ بالأسباب رَبَّ المُشَقَّرِ

  يعنى أُكَيْدِرَ صاحبَ دُومَةِ الجندل.

  والمُدَامَةُ والمُدَامُ: الخمرُ.

  واسْتَدَمْتُ الأمرَ، إذا تأنَّيت به. وقال قيس بن زهير:

  فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ ... فما صَلَّى عصاك كمُسْتَدِيمِ

  وقال آخر⁣(⁣١):

  وإنِّى على لَيْلَى لَزَارٍ وإنَّنى ... على ذاك فيما بيننا مُسْتَدِيمُها

  أى منتظرٌ أن تُعْتِبَنِى بخير.

  والمُدَاوَمَةُ على الأمر: المواظَبة عليه

  وأما قولهم: مادَام، فمعناه الدَّوَامُ، لأنَّ ما اسمٌ موصول بدَام، ولا تستعمل إلَّا ظرفاً كما تستعمل المصادر ظروفاً، تقول: لا أجلس ما دمتَ قائماً، أى دَوَامَ قيامِك، كما تقول: ورد فى مَقْدَمِ الحاجّ.

  والدُوَدِمُ⁣(⁣٢)، على وزن الهُدَبِد: شبه الدم يخرُج من السَمُرَةِ، وهو الحُذَالُ. يقال: حاضت السمرة، إذا خرج منها ذلك.


(١) المجنون.

(٢) جعله صاحب اللسان فى مادة (ددم).