دوم
  وكان بعضُهم يصوّب التَّدْوِيمَ فى الأرض ويقول: منه اشتُقَّت الدُّوَّامَةُ، بالضم والتشديد، وهى فَلْكَةٌ يرميها الصبىُّ بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض، أى تدور.
  وغيره يقول: إنَّما سُمِّيت الدُّوَّامَةُ من قولهم: دَوَّمْتُ القِدْرَ، إذا سكّنتَ غليانَها بالماء؛ لأنَّها من سرعة دورانها كأنَّها قد سَكَنَتْ وهدأت.
  والتَّدْوَامُ مثل التَّدْوِيم. وأنشد الأحمرُ فى نعت الخيل:
  فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها ... جُنْحَ النَواصِى نحو أَلْوِياتِها
  كالطَير تَبْقِى مُتَدَاوِماتِها
  قوله «تَبْقِى» أى تنظرُ إليها أنت وترقبها.
  وقوله «مُتَدَاوِمَاتٍ» أَى مُدَوِّمَاتٍ دائراتٍ عائفاتٍ على شئ.
  وقال بعضهم: تَدْوِيمَ الكلب: إمعانُه فى الهرب.
  والمُدِيمُ: الرَاعِفُ
  والدَّوْمُ: شجرُ المُقْلِ. والظلُ الدَّوْمُ: الدَّائِمُ.
  ودُومَةُ الجَندَل: اسم حصنٍ. وأصحابُ اللغة يقولونه بضم الدال، وأصحاب الحديث يفتحونها.
  وقول لبيدٍ يصف بنَات الدهر:
  وأَعْصَفْنَ بالدُّوِمىِ من رأس حِصْنِهِ ... وأَنْزَلْنَ بالأسباب رَبَّ المُشَقَّرِ
  يعنى أُكَيْدِرَ صاحبَ دُومَةِ الجندل.
  والمُدَامَةُ والمُدَامُ: الخمرُ.
  واسْتَدَمْتُ الأمرَ، إذا تأنَّيت به. وقال قيس بن زهير:
  فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ ... فما صَلَّى عصاك كمُسْتَدِيمِ
  وقال آخر(١):
  وإنِّى على لَيْلَى لَزَارٍ وإنَّنى ... على ذاك فيما بيننا مُسْتَدِيمُها
  أى منتظرٌ أن تُعْتِبَنِى بخير.
  والمُدَاوَمَةُ على الأمر: المواظَبة عليه
  وأما قولهم: مادَام، فمعناه الدَّوَامُ، لأنَّ ما اسمٌ موصول بدَام، ولا تستعمل إلَّا ظرفاً كما تستعمل المصادر ظروفاً، تقول: لا أجلس ما دمتَ قائماً، أى دَوَامَ قيامِك، كما تقول: ورد فى مَقْدَمِ الحاجّ.
  والدُوَدِمُ(٢)، على وزن الهُدَبِد: شبه الدم يخرُج من السَمُرَةِ، وهو الحُذَالُ. يقال: حاضت السمرة، إذا خرج منها ذلك.
(١) المجنون.
(٢) جعله صاحب اللسان فى مادة (ددم).