الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

تبن

صفحة 2085 - الجزء 5

  نحن نرقبه أتانا⁣(⁣١)، أى أتانا بين أوقات رِقْبَتِنَا إيّاه.

  والجُمَلُ ممَّا تضاف إليها أسماء الزمان، كقولك: أتيتك زمنَ الحجّاجُ أميرٌ، ثم حذفت المضاف الذى هو أوقات ووَلِىَ الظرف الذى هو بين الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها، كقوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}. وكان الأصمعىُّ يخفض بعد بَيْنَا ما إذا صَلَحَ فى موضعه بَيْنَ، وينشد قول أبى ذؤيب بالكسر:

  بَيْنَا تَعَنُّقِهِ الكماةَ ورَوْغِهِ ... يوماً أُتِيحَ له جَرِئ سَلْفَعُ

  وغيره يرفع ما بعد بَيْنَا وبَيْنَمَا على الابتداء والخبر.

  والبِينُ بالكسر: القطعة من الأرض قدر منتهى البصر؛ والجمع بُيُونٌ. قال ابن مقبل يخاطب الخيال:

  بِسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوَالُ البِغَالِ به ... أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلك البِينا

  ومن كسر التاء والكاف ذهب بالتأنيث إلى ابنة البكرىّ صاحبة الخيال، والتذكير أصوب.

  والبِينُ أيضاً: الناحية، عن أبى عمرو.

فصل التّاء

[تبن]

  التِّبْنُ معروف، الواحدة تِبْنَةٌ. والتِّبْنُ أيضاً: قَدَح كبير.

  قال الكسائى: التِّبْنُ أعظم الأقداح يكاد يروى العشرين، ثمَّ الصَحْنُ مقاربٌ له، ثم العُسُّ يروى الثلاثة والأربعة، ثم القَدَح يروى الرجلين، ثم القَعْبُ يُروى الرجل، ثم الغُمَرُ.

  والتَّبْنُ بالفتح: مصدر تَبَنْتُ الدابة أَتْبِنُهَا تَبْناً، أى علفتها التِّبْنَ.

  والتَّبَانَةُ: الطَبَانةُ والفطنةُ. وقد تَبِنَ الرجل بالكسر يَتْبَنُ تَبَناً بالتحريك، أى صار فطناً، فهو تَبِنٌ أى فَطِنٌ دقيق النظر فى الأمور.

  وقد تَبَّنَ تَتْبِيناً، إذا أَدَقَّ النظر. وفى حديث سالم بن عبد الله بن عمر ¤ قال: «كنّا نقول فى الحامل المتوفَّى عنها زوجها إنّه ينفق عليها من جميع المال حتّى تَبَّنْتُمْ ما تَبَّنْتُمْ» أى حتَّى أدققتم النظر فقلتم غير ذلك⁣(⁣٢).


(١) قال بشامة المرى:

بينا نحن نرقبه أتانا ... معلق وفضه وزتاد راع

وفى اللسان: فبينا نحن

(٢) أى ينفق عليها من نصيبها.