الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ضحا

صفحة 2406 - الجزء 6

[ضحا]

  ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضُحَا، وهى حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنّث وتذكر، فمن أنّث ذهبَ إلى أنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر ذهب إلى أنه اسم على فُعَلٍ، مثل صُرَدٍ وتُغَرٍ. وهو ظرفٌ غير متمكّن مثل سَحَرٍ؛ تقول: لقيته ضُحاً وضُحَا، إذا أردت به ضُحَا يومِك لم تنوّنه. ثم بعده الضَحَاءُ ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الأعلى. تقول منه: أقمت بالمكان حتّى أضحيت، كما تقول من الصباح: أصبحت. ومنه قول عمر ¥: يا عباد الله أَضْحُوا بصلاة الضُحَا، يعنى لا تصلُّوها إلّا إلى ارتفاع الضُحَا.

  والضَّحَاءُ أيضا: الغَدَاء، وإنّما سمِّى بذلك لأنّه يؤكل فى الضَّحَاءِ. قال ذو الرمّة:

  ترى الثَور يمشى ضَاحِياً من ضَحَائِهِ ... بها مثل مَشْىِ الهِبْرِزِىِّ المُسَرْوَلِ

  تقول منه: هم يَتَضَحَّونَ، أى يتغدَّون.

  وليلةٌ ضَحْيَاءُ: مضيئةٌ لا غيمَ فيها. وكذلك ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ بالكسر.

  والْأَضْحَى من الخيل: الأشهب، والأنثى ضَحْيَاءُ.

  والضَّحْيَاءُ: اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهو فارس الضَّحْيَاءِ.

  قال الشاعر:

  أَبِى فارسُ الضَّحْيَاءِ⁣(⁣١) يوم هَبَالَةٍ ... إذا الخيلُ فى القَتْلَى من القوم تَعْثُرُ

  وعامرٌ الضَّحْيَانُ: رجل من النمر بن قاسط⁣(⁣٢)، سمِّى بذلك لأنّه كان يقعُد لقومه فى الضَّحَاءِ يَقضى بينهم.

  وضَاحِيَةُ كلِّ شئ: ناحيتُه البارزة. ويقال: هم ينزلون الضَّوَاحِىَ.

  ومكانٌ ضَاحٍ، أى بارز.

  والقُلّة الضَّحْيَانَة فى قول تأبط شرًّا⁣(⁣٣)، هى البارزة للشمس. وفى الحديث: «أنّ لنا الضَّاحِيَةَ


(١) فى التكملة ص ١١٩٥: الرواية «فارسُ الحَوَّاءِ»، وهى فرس أبى ذى الرمة، والبيت لذى الرمة. وقوله والضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح، والشاهد عليها بيت خداش بن زهير:

أبي فارس الضحياء عمر بن عامر ... أبي الذم واختار الوفاء على الغدر

(٢) زيادة فى المخطوطة:

«وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله ابن النمر بن قاسط».

(٣) وبيت تأبط شرا هو قوله: =