نشا
  ويقال: نَسِىَ الرجل فهو نَسٍ على فَعِلٍ، إذا اشتكى نَسَاهُ.
  ونَسَيْتُهُ فهو مَنْسِىٌ، إذا أصبتَ نَسَاهُ.
  والنَّسْىُ والنِّسْىُ: ما تُلقيه المرأة من خِرَق اعتلالها، مثل وَتْرٍ ووِتْرٍ. وقرئ قوله تعالى: وكنتُ نِسْياً مَنْسِيًّا بالفتح أيضاً. قال دُكَين الفُقَيمىّ:
  * كالنَّسْىِ مُلْقًى بالجَهَادِ البَسْبَسِ(١) *
  والنِّسْىُ أيضاً: ما نُسِىَ وما سَقَطَ فى منازل المرتحلين من رُذَال أمتعتهم. يقولون: تتبَّعوا أَنْسَاءَكُمْ. قال الشَنْفَرَى:
  كأنَّ لها فى الأرض نِسْياً تَقُصُّهُ ... على أَمِّها وإنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلَتِ(٢)
  والْمِنْسَاةُ: العصا. قال الشاعر:
  إذا دَبَبْتُ على المِنْسَاةِ من هَرَمٍ ... فقد تباعد عنك اللهوُ والغَزَلُ
  وأصله الهمز، وقد ذكرناه فيه.
[نشا]
  النَّشَا مقصورٌ: نسيم الريح الطيِّبة. يقال: نَشِيتُ منه ريحاً نِشْوَةً(٣) بالكسر، أى شَمِمْتُ.
  قال الهُذَلىّ(٤):
  ونَشِيتُ ريحُ الموتِ من تِلْقَائِهِمْ ... وخشيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضَابِ
  واسْتَنْشَيْتُ مثله. قال ذو الرمة:
  * واستُنْشِىَ الغَرَبُ(٥) *
  ويقال أيضاً: نَشِيتُ الخبر، إذا تَخَبَّرْتَ ونظرتَ من أين جاء. يقال: من أين نَشِيتَ هذا الخبر، أى من أين عَلِمْتَهُ.
  قال يعقوب: الذئب يَسْتَنْشِئُ الريحَ بالهمز، وإنَّما هو من نَشِيتُ غير مهموز.
  ورجلٌ نَشْيَانُ للأخبار بيِّن النِّشْوَةِ بالكسر، وإنَّما قالوه بالياء للفرق بينه وبين
(١) الجهاد، كسحاب: الأرض الصلبة. وقبله:
بالدار وحى كاللتي المطرس
(٢) قال ابن برى: بَلَتَ بالفتح، إذا قَطَعَ.
وبَلِتِ بالكسر، إذا سكن.
(٣) النشْوَةُ مثلثة النون.
(٤) يروى لقيس بن جعدة الخزاعى. وفى التكملة ١٢٢٨ أن البيت لتميم بن أسد الخزاعى.
(٥) البيت بأكمله:
وأدرك المتبقى من؟ ... ومن ثمائلها واستنشى الغرب