الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الواو

صفحة 2530 - الجزء 6

  وقول الفرزدق:

  فلو كان عبد الله مَوْلًى هَجَوْتُهُ ... ولكنّ عبد الله مَوْلَى مَوَالِيا

  لأنَّ عبد الله بن أبى إسحاق مَوْلَى الحضرميين، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف، والحَلِيفُ عند العرب مَوْلًى. وإنَّما قال مَوَالِيَا فنصبه لأنَّه ردّه إلى أصله للضرورة. وإنما لم ينوَّن لأنَّه جعله بمنزلة غير المعتلّ الذى لا ينصرف.

  والنسبةُ إلى المَوْلَى: مَوْلَوِىٌ؛ وإلى الوَلِىّ من المطر: وَلَوِىٌ، كما قالوا عَلَوِىٌّ؛ لأنَّهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات، فحذفوا الياء الأولى وقلبوا الثانية واواً.

  ويقال: بينهما وَلَاءٌ بالفتح، أى قرابةٌ.

  والْوَلَاءُ: وَلَاءُ المُعْتِقِ. وفى الحديث: «نَهَى عن بيع الْوَلَاءِ وعن هِبَتِهِ». والْوَلَاءُ: الْمُوَالُونَ. يقال: هم وَلَاءُ فلان.

  والْمُوَالاةُ: ضد المعاداة.

  ويقال: وَالَى بينهما وِلَاءً، أى تَابَعَ.

  وافْعَلْ هذه الأشياء على الْوِلَاءِ، أى متتابعةً.

  وتَوَالَى عليه شهران، أى تتابَع.

  واسْتَوْلَى على الأمد، أى بلغ الغاية.

  والْوِلَايَةُ بالكسر: السلطانُ. والْوَلَايَةُ والْوِلَايَةُ: النُصْرَةُ. يقال: هم عَلَىَ وِلَايَةٌ، أى مجتمعون فى النصرة.

  وقال سيبويه: الْوَلَايَةُ بالفتح المصدر، والْوِلَايَةُ بالكسر الاسمُ مثل الإمَارَةِ والنِقابِة، لأنَّهُ اسمٌ لما تَوَلَّيْتَهُ وقمتَ به. فإذا أرادوا المصدر فَتَحُوا.

  أبو عبيد: الْوَلِيَّةُ: البِرْذَعةُ، ويقال: هى التى تكون تحت البِرذعة. والجمع الوَلَايَا.

  وقولهم:

  * كالبلايا رءوسها فى الْوَلَايَا⁣(⁣١) *

  تُعنَى الناقةُ التى كانت تُعكَس على قبر صاحبها ثم تطرح الْوَلِيَّةُ على رأسها إلى أن تموت.

  وقولهم: أَوْلَى لك! تَهَدُّدٌ ووَعِيدٌ. قال الشاعر:

  فأَوْلَى ثم أَوْلَى ثم أَوْلَى ... وهل للدَرِّ يُحْلَبُ من مَرَدِّ

  قال الأصمعى: معناه قَارَبَهُ ما يُهْلِكُهُ، أى نَزَلَ به. وأنشد:

  فَعادَى بين هَادِيَتَيْنِ منها ... وأَوْلَى أن يَزِيدَ على الثَلاثِ


(١) عجزه:

ما نحات السموم حر الخدود