الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ألا

صفحة 2544 - الجزء 6

  فإذا اتَّصل به المضمر قلبته ياءً فقلت: إلَيْكَ وعَلَيْكَ. وبعض العرب يتركُه على حاله فيقول: إلاك وعلاك.

  وأمّا (أَلَا) فحرفٌ يفتَتح به الكلام للتنبيه، تقول: أَلَا إنّ زيداً خارجٌ، كما تقول: اعلمْ أنَّ زيداً خارجٌ.

  وأمّا (أُولُو) فجمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده ذُو. وأُولَاتُ للإناث واحدتها ذَات، تقول: جاءنى أُولُو الألباب، وأُولات الأحمال.

  وأمَّا (أُولَى) فهو أيضا جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحدُه ذَا للمذكر، وذِهِ للمؤنث، يمدّ ويقصر، فإنْ قصرته كتبته بالياء، وإن مددتَه بنيته على الكسر. ويستوى فيه المذكَّر والمؤنث.

  وتصغيره أُلَيَّا بضم الهمزة وتشديد الياء، يمدّ ويقصر؛ لأنَّ تصغير المبهم لا يغيِّر أوُله بل يترك على ما هو عليه من فتحٍ أو ضمٍّ. وتدخل ياء التصغير ثانيةً إذا كان على حرفين، وثالثةً إذا كان على ثلاثة أحرف. وتدخل عليه ها لِلتنبيه، تقول: هؤلاء. قال أبو زيد: ومن العرب من يقول هَؤُلَاءِ قومُك، فينوِّن ويكسر الهمزة.

  وتدخل عليه الكاف للخطاب، تقول: أُولَئِكَ وأُولَاكَ. قال الكسائى: مَن قال أُولَئِكَ فواحده ذَلِكَ، ومن قال أُولَاكَ فواحده ذَاكَ. وأُولَالِكَ مثل أُولَئِكَ. وأنشد ابن السكِّيت:

  أُولَالِكَ قَوْمِى لم يكونوا أُشَابَةً ... وهل يَعِظُ الضِلِّيَل إلَّا أُولالِكا

  وإنّما قالوا: أُولَئِكَ فى غير العقلاء.

  قال الشاعر:

  ذُمّ المَنازِلُ بعد مَنْزِلةِ الِلوَى ... والعَيْشُ بعد أُولَئِكَ الأَيَّامِ

  وقال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً}.

  وأما (الأولَى) بوزن العُلَى، فهو أيضا جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده الَّذِى. وأمّا قولهم: ذهبت العرب الأُلَى، فهو مقلوب من الأوَلِ، لأنّه جمع أُولى، مثل أُخْرَى وأَخَر.

  وأمَّا (إلَّا) فهو حرف استثناء يستثنى به على خمسة أوجهٍ: بعد الأيجابِ، وبعد النفىِ، والمُفَرَّغِ، والمُقَدَّم، والمُنْقَطِعِ فيكون فى الاستثناء المنقطع بمعنى لكنْ لأنّ المستثنىَ من غير جنس المستثنىَ منه.

  وقد يوصف بإلَّا، فإن وصفْتَ بها جعلتها وما بعدها فى موضِع غَير وأَتْبَعْتَ الاسم بعدَها ما قبله فى الإعراب فقلت: جاءنى القومُ إلَّا زيد، كقوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا}. وقال عمرو بن معديكرب⁣(⁣١):


(١) قال ابن برى: ذكر الآمدى فى المؤتلف والمختلف أن هذا البيت لحضرمى بن عامر.