الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الراء

صفحة 370 - الجزء 1

  وراحَ الشيء يَرَاحُهُ ويَرِيحُه، إذا وَجَدَ رِيحَه. وقال الشاعر⁣(⁣١).

  ومَاءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كَمَشْىِ السَبَنْتَى يَرَاحُ الشَفِيفَا

  ومنه الحديث: «من قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَةً لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّة». جعله أبو عُبَيْد من رَحْتُ الشيء أَرَاحَهُ. وكان أبو عمرو يقول: «لم يَرِحْ»، يجعله من رَاحَ الشيء يَرِيحُهُ. والكِسائىّ يقول: «لم يُرَحْ» يجعله من أَرَحْتُ الشيء فأنا أرِيحُهُ.

  والمعنى واحد. وقال الأصمعىّ: لا أَدْرِى هو من رِحْتُ أو من أَرَحْتُ.

  وقولهم: «ما لهُ سَارِحَةٌ ولا رَائِحَةٌ»، أى شيء.

  ورَاحَتِ الإِبلُ. وأَرَحْتُهَا أنا، اذا رَدَدْتَهَا الى المُرَاح. وقول الشاعر⁣(⁣٢):

  عَالَيْتُ أَنْسَاعِى وجِلْبَ الكُورِ ... على سَرَاةِ رائحٍ مَمْطُورِ

  يريد بالرَائِح الثورَ الوحْشِىَّ. وهو إذا مُطِرَ اشْتَدَّ عَدْوُه.

  والمُرَاوَحَةُ فى العَمَلَيْنِ: أن يعمل هذا مرّة وهذا مرة. وتقول: رَاوَحَ بين رجْلَيه، إذا قام على إِحداهما مرة وعلى الأخرى مرة. ويقال: إنَّ يديه لتَتَرَاوحانِ بالمعروف.

  والرَّوَحُ بالتحريك: السَعَةُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  * فُتْخُ الشَمَائِلِ فى أَيْمَانِهِم رَوَحُ⁣(⁣٢) *

  والرَّوَحُ أيضاً: سعةٌ فى الرِجلين، وهو دون الفَحَج، إلّا أَنَ الأَرْوَحَ تتباعد صُدور قدميه وتَتدانى عَقِباه. وكلُّ نَعامةٍ رَوْحَاءُ. قال أبو ذؤيب:

  وزَفَّتِ الشَوْلُ من بَرْدِ العَشِىّ كما ... زَفَّ النَعَامُ إلى حَفَّانِهِ الرُّوحُ

  وقَصْعَةٌ رَوْحَاءُ، أى قريبة القَعْرِ.

  وطيرٌ رَوَح، أى متفرّقة. قال الأعشى:

  ما تَعِيفُ اليومَ فى الطَيْرِ الرَّوَحْ ... من غُرَابِ البَيْنِ أو تَيْسٍ سَنَحْ

  وقيل: هى الرَّائِحةُ إلى مواضِعِها، فَجَمَع الرَّائحَ على رَوَح، مثل خادمٍ وخَدَمٍ.

  وتَرَوَّحَ الشَجَرُ، إذا تَفَطَّر بوَرَقٍ بعد إدْبَارِ الصَيفِ. وتَرَوَّحَ النَّبْتُ، أى طال. وتَرَوَّحَ الماء، إذا أخذ ريح غَيْره لِقُرْبِه منه. وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَةِ. وتَرَوَّحَ، أى رَاحَ من الرَّوَاح.

  والارتياحُ: النَشاط. وقولهم: ارْتَاحَ الله لفُلانٍ، أى رَحِمَه.


(١) هو صخر الغى الهذلى.

(٢) هو العجاج الراجز.

(١) هو المتنخل الهذلى.

(٢) صدره:

لكن كبير بن هند يوم ذلكم