الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

برد

صفحة 446 - الجزء 2

  وقولهم: لا تُبَرِّدْ عن فلان، أى إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه.

  وابْتَرَدْتُ، أى اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك. قال الراجز:

  لَطالما حَلَّأْتُمَاهَا لا تَرِدْ ... فَخلِّيَاهَا والسِجالَ تَبْترِدْ

  من حَرِّ أَيَّامِ ومن ليلٍ وَمِدْ

  وهذا الشئ مَبْرَدَةٌ للبدن.

  قال الأصمعى: قلت لأعرابى: ما يحملكم على نومة الضُحَى؟ قال: إنها مَبْرَدَةٌ فى الصيف، مَسْخَنَةٌ فى الشتاء.

  وبَرَدْتُ الحديد بالمِبْرَدِ. والبرَادَةُ: ما سقط منه.

  وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرُودِ: كَحَلها به.

  ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك: ما ذاب لك عليه؟ أى ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لى عليه كذا من المال. ولى عليه ألفٌ بارِدٌ.

  وسَمُومٌ بارِدٌ، أى ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة:

  اليومَ يومٌ بَارِدٌ سَمُومُه ... مَنْ جَزِعَ اليومَ فلا تلُومُه

  وبَرَدَ، أى مات. وقول الشاعر⁣(⁣١):

  * بالْمُرْهَفَاتِ البَوَارِدِ⁣(⁣١) *

  يعنى السيوف، وهى القواتل.

  والبَرْدَانِ: العَصْرَانِ، وكذلك الأَبْرَدَانِ، وهما الغَدَاةُ والعَشِىُّ، ويقال ظِلَّاهُما. وقال الشماخ:

  إذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيِه ... خُدُودُ جَوَازِىٍ بالرَمْلِ عِينِ

  والبَرْدُ: النومُ. ومنه قوله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً}. قال الشاعر العرجى:

  وإن شِئْتِ حَرَّمْتُ النساءَ سِوَاكُمُ ... وإن شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً⁣(⁣٢) ولا بَرْدَا

  والبَرَدَةُ، بالتحريك: التُخَمَةُ. وفى الحديث «أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ».

  والإبْرِدَةُ، بالكسر: عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة، تُفَتِّر عن الجماع.

  ويقول الرجل من العرب: إنها لبَارِدَةٌ اليوم؛ فيقول له الآخر: ليست بباردةٍ، إنّما هى إبْرِدَةُ الثرى.

  والبَرَدُ: حَبُّ الغمام. تقول منه: بُرِدَتِ الأرضُ بالضم، وبُرِدَ بنو فلانٍ.


(١) هو العتابى كلثوم بن عمرو.

(١) البيت بتمامه:

وأن أمير المؤمنين أغضني ... مغصهما بالمرهفات البوارد

(٢) النقاخ: الشراب العذب.