الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

بطر

صفحة 592 - الجزء 2

  والبَصْرَتَانِ: الكوفةُ والبِصْرَةُ.

  وبَصَّرَ⁣(⁣١) القومُ تَبْصِيراً، أى صاروا إلى البَصْرَةِ.

  أبو عمرو: البَصِيرَةُ: ما بين شُقَّتَىِ البيت، وهى البَصائرُ.

  والبَصِيرَةُ: الحُجَّةُ والاسْتِبْصَارُ فى الشئ.

  وقوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}، قال الأخفش: جعله هو البَصِيرَةَ كما يقول الرجل للرجل: أنت حُجَّةٌ على نفسك.

  أبو زيد: البَصِيرَةُ من الدمِ: ما كان على الأرض. والجَدِيَّةُ: ما لَزِقَ بالجسد.

  وقال الأصمعىُّ: والبَصِيرَةُ شئٌ من الدمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَمِيَّةِ.

  وقول الجُعْفِىّ⁣(⁣٢):

  رَاحُوا بَصَائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ ... وبَصِيرَتِي يَعَدُو بها عَتَدٌ وَأَى

  يقول: إنهم تركوا دمَ أبيهم وجعلوه خَلْفهم، أى لم يثأروا به وأنا طلبْت ثأرى.

  وكان أبو عبيدة يقول: البَصِيرَةُ فى هذا البيت: التُرْسُ أو الدِرْعُ. وكان يرويه: «حملوا بَصَائِرَهُمْ ...».

  والبَصْرُ: أن يُضَمَّ أديمٌ إلى أديمٍ فَيُخْرَزَانِ كما تُخاط حاشيتا الثوبِ فتوضع إحداهما فوقَ الأخرى، وهو خلافُ خياطةِ الثوبِ قبل أن يُكَفَّ.

  وقولهم: أَرَيْتُهُ لَمْحاً بَاصِراً، أى نَظَراً بتحديقٍ شديدٍ. ومخرجُه مخرج رجلٍ لَابِنٍ وتَامِرٍ، أى ذو لَبَنٍ وتَمْرٍ. فمعنى بَاصِرٍ، أى ذو بَصَرٍ.

  وهو من أَبْصَرْتُ، مثل موتٍ مائتٍ وهو من أَمَتُّ. أى أريته أمراً شديداً يُبْصِرُهُ.

  والبِنْصِرُ⁣(⁣١): إصبعٌ يلى الخِنْصِرَ، والجمعُ البناصرُ.

  والبُصْرُ بالضم: الجانبُ والحرفُ من كلِّ شئ. وفى الحديث: «بُصْرُ كلِّ سماءٍ مسيرةُ كذا»، يريد غِلَظَها.

  وبُصْرَى: موضعٌ بالشام. قال الشاعر:

  وَلَوْ أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى ... وقِنَّسِرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ

  وتنسب إليها السيوفُ. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  صَفَائِحُ بُصْرَى أَخْلَصَتْهَا قُيُونهَا ... ومُطَّرِداً من نَسْجِ دَاوُدَ مُحْكَمَا

[بطر]

  البَطَرُ: الأَشَرُ، وهو شدَّة المرح. وقد


(١) فى المطبوعة الأولى: «وتبصر»، صوابه فى القاموس.

(٢) الأشعر.

(١) بكسر الباء والصاد كما ضبط فى اللسان والقاموس ونص صاحب المصباح على هذا الضبط.

(٢) هو الحصين بن الحمام المرى.