الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عبر

صفحة 733 - الجزء 2

  عَبِرَ الرجل بالكسر يَعْبَرُ عَبَراً، فهو عَابِرٌ، والمرأة عَابِرٌ أيضاً. قال الحارث بن وعلة⁣(⁣١):

  يقولُ لى النَهدىُّ هل أنتَ مُردِفِى ... وكيف رِداف الغِرِّ أمُّك عابِرُ⁣(⁣٢)

  وكذلك عَبِرَتْ عينه واسْتَعْبَرَتْ، أى دَمَعت.

  والعَبْرَانُ: الباكى.

  والعَبَرُ بالتحريك: سُخْنةٌ فى العين تُبكيها.

  والعُبْرُ بالضم مثلُه. يقال: لأمِّه العُبْرُ والعَبَر.

  ورَأَى فلانٌ عُبْرَ عينيه، أى ما يُسخِّن عينَيه.

  وعِبْرُ النهر وعَبْرُهُ: شَطُّه وجانُبه. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  وما الفرات إذا جادت⁣(⁣٤) غوارُبه ... تَرمِى أَوَاذِيُّهُ العَبْرَيْنِ بالزَبَدِ

  وجَمَلٌ عُبْرُ اسفار، وجمال عُبْرُ أسفار، وناقة عُبْرُ أسفار، يستوى فيه الجمع والمؤنَّث مثل الفُلْكِ: الذى⁣(⁣٥) لا يزال يُسافَر عليها. وكذلك عِبْرُ أَسفار بالكسر.

  والعُبْرُ أيضاً بالضم: الكثير من كلِّ شئ، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعى.

  والعُبْرِيُ: ما نَبتَ من السِدْرِ على شطوط الأنهار وعَظُمَ.

  والعِبْرِيُ بالكسر: العِبْرَانِيُ، لغة اليهود.

  والشِعْرَى العَبُورُ: إحدى الشِعْرَيَيْنِ، وهى التى خَلْفَ الجوزاء، سمِّيت بذلك لأنها عَبَرَتِ المجرّة.

  والمِعْبَرُ: ما يُعْبَرُ عليه مِن قنطرةٍ أو سفينة.

  وقال أبو عُبيد: المِعْبَرُ: المركَبُ الذى يُعْبَرُ فيه.

  ورجلٌ عَابِرُ سبيل، أى مارُّ الطريقِ.

  وعَبَرَ القومُ، أى ماتوا. قال الشاعر:

  فإن نَعْبُرْ فإنَّ لنا لُمَاتٍ ... وإن نَغْبُرْ فنحن على نُذُورِ

  يقول: إنْ مُنْنَا فلنا أقرانٌ، وإن بَقِينا فنحن ننتظر ما لا بدَّ منه، كأنَّ لنا فى إتيانه نَذْرا.

  وعَبَرْتُ النهر وغيره أَعْبُرُهُ عَبْراً، عن يعقوبَ، وعُبُوراً.

  وعَبَرْتُ الرؤيا أَعْبُرُهَا عِبَارَةً: فَسَّرتها. قال الله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}، أوصَلَ الفعل باللام كما يقال: إن كنتَ للمال جامعاً.

  قال الأصمعى: عَبَرْتُ الكتابَ أَعْبُرُهُ عَبْراً، إذا تدبّرتَه فى نفسك ولم تَرْفَعْ به صوتك.

  وقولهم: لغة عابِرَةٌ، أى جائزة.

  قال الكسائى: أَعْبَرْتُ الغنمَ، إذا تركتها عامًا لا تجزُّها. وقد أَعْبَرْتُ الشاةَ فهى مُعْبَرَةٌ.


(١) ويقال لابن عانس الجرمى

(٢) أى ثاكل. ويروى: «رداف الفر». ويروى: «رادف الفل». وبعده:

يذكرني بالرحم بيني وبينه ... وقد كان في نهد وجرم ندابر

أى تقاطع

(٣) النابغة الذبيانى، يمدح النعمان.

(٤) فى اللسان: «إذا جاشت». غواربه: أعاليه من الماء والأمواج. أواذيه: أمواجه، الواحد آذى.

(٥) وكذا فى اللسان.