الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 740 - الجزء 2

  قال أبو عبيد: ولا أراه إلا من العُذْرِ، أى يستوجبون العقوبة فيكون لمن يعذّبهم العُذْرُ.

  والتَّعْذِيرُ فى الأمر: التقصير فيه.

  والعَاذِرُ: أَثر الجُرْح. قال ابن أحمر:

  أزاحِمُهمْ فى البابِ إذْ يَدْفعونَنى ... وفى الظَهْرِ منِّى من قَرَا البابِ عاذِرُ

  تقول منه: أَعْذَرَ به، أى ترك به عَاذِراً.

  والعَذِيرةُ مثله.

  والعَاذِرُ: لغة فى العَاذِلِ، أو لثغة، وهو عِرْقُ الاستحاضة.

  وأَعْذَرَ فى الأمر، أى بالَغَ فيه.

  ويقال: ضُرِب فلان فأُعْذِرَ، أى أُشرِفَ به على الهلاك.

  وأَعْذَرَتِ الدار، أى كثُرت فيها العَذِرَةُ.

  وأَعْذَرَ الرجلُ: صار ذا عُذْرٍ. وفى المثل: «أَعْذَرَ من أَنْذَرَ». قال الشاعر⁣(⁣١):

  عَلَى رِسلكُمْ إنَّا سنُعدِى وراءكم ... فتمنعُكم أرماحُنا أو سَنُعْذِرُ

  أى سنصنع ما نُعْذَرُ فيه.

  قال أبو عبيدة: أَعْذَرْتُهُ بمعنى عَذَرْتُهُ.

  وأنشد للأخطل:

  فإنْ تكُ حربُ ابْنَىْ نِزَارٍ تَوَاضَعَتْ ... فقد أَعْذَرَتْنَا فى كِلَابٍ وفى كَعْبِ

  أى جعلَتْنا ذوى عُذْرٍ.

  والإِعذَارُ: طعام الخِتان، وهو فى الأصل مصدرٌ. والعَذِيرَةُ مثله.

  الأصمعىّ: لقيت منه عَاذُوراً، أى شرًّا، وهى لغة فى العاثور أو لُثْغة.

  ونَعَذَّرَ عليه الأمر، أى تعسَّر.

  وتَعَذَّرَ أيضاً من العَذِرَةِ، أى تلطَّخ.

  وتَعَذَّرَ بمعنى اعْتَذَرَ واحتجَّ لنفسه. قال الشاعر:

  كأنَّ يدَيْها حينَ يَقْلَقُ ضَفْرُها ... يَدَا نَصَفٍ غَيْرَى تَعَذَّرُ من جُرْمِ

  وتَعذَّرَ الرسمُ، أى دَرَسَ. وقال الشاعر⁣(⁣١):

  لعِبتْ بها هوجُ الرِياحِ فأصبحت ... قَفْرا تَعَذَّرُ غير أورقَ هامِدِ⁣(⁣٢)

  وعَذَّرَهُ تَعْذِيراً، أى لَطَخه بالعَذِرَةِ.

  و {الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ}، يقرأ بالتشديد والتخفيف.

  فأمَّا «المُعَذِّرُ» بالتشديد فقد يكون محقًّا وقد يكون غير محقّ. فأمَّا المحقّ فهو فى المعنى المُعْتَذِرُ لأنَّ له عُذْراً، ولكن التاء قلبت ذالا


(١) زهير.

(١) ابن ميادة.

(٢) قبله:

ما هاج قلبك من معارف دمنة ... بالبرق بين أصالف وفدافد