الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نفس

صفحة 984 - الجزء 3

[نفس]

  النَّفْسُ: الرُوحُ. يقال: خرجت نَفْسُه.

  قال أبو خراش:

  نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إلَّا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا

  أى بجفن سيفٍ ومئزرٍ.

  والنَّفْسُ. الدَمُ. يقال: سألتْ نَفْسُهُ.

  وفى الحديث: «ما ليس له نَفْس سَائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه». والنَّفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  نُبِّئْتُ أنَّ بَنِى سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُمْ تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ⁣(⁣٢)

  والتامُورُ: الدمُ.

  وأما قولهم: ثلاثة أَنْفُسٍ، فيذكّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان.

  والنَّفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعَينٍ.

  والنَّافِسُ: العائِنُ. والنَّافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابعُ. ونَفْسُ الشيء: عينُه يؤكّد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ.

  والنَّفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ ممَّا يُدبَغ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لى نَفْساً من دِبَاغٍ.

  قال الأصمعىّ. بعثتِ امرأةٌ من العرب بنتاً لها إلى جارتها فقالت لها: تقول لك أمِّى: أَعطينى نَفْساً أو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ به مَنِيئَتِي فإني أَفِدَةٌ.

  أى مستعجِلةٌ لا أتفَّرغ لاتِّخاذ الدِبَاغِ، من السرعة.

  والنَّفَسُ بالتحريك: واحد الأَنْفَاسِ.

  وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء.

  وكلُّ ذى رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رئاتِ لها.

  وتَنَفَّسَ الصبح، أى تبلَّجَ.

  وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أى تصدَّعتْ.

  ويقال للنهار إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نَضَح الماء.

  وقول الشاعر:

  * عَيْنَىَّ جُودَا عَبْرَةً أَنْفَاسَا*

  أى ساعةً بعد ساعةٍ.

  والنَّفَسُ أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ فى الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أى جُرعةً أو جرعتين،


(١) هو أوس بن حجر، يحرض عمرو بن هند على بنى حنيفة.

(٢) وبعده:

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى ... برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)