معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رهو

صفحة 446 - الجزء 2

باب الراءِ والهاءِ وما يثلثهما

رهو

  الراء والهاء والحرف المعتل أصلان، يدلُّ أحدُهما على دَعَةٍ وخَفْضٍ وسكون، والآخرُ على مكانٍ قد ينخفض ويرتفع.

  فالأوّل الرَّهْو: البحر الساكن. ويقولون: عيشٌ راهٍ، أي ساكن.

  ويقولون: أَرْهِ على نفسك، أي ارفُقْ بها. قال ابن الأعرابىِّ: رَها في السَّير يرهُو، إذا رفَق. ومن الباب الفرس المِرْهاءُ⁣(⁣١) في السَّير، وهو مِثلِ المِرْخاء. ويكون ذلك سرعةً في سكونٍ من غير قلق.

  وأما المكان الذي ذكرناه فالرَّهْو: المنخفِض من الأرض، ويقال المرتفِع.

  واحتج قائل القول الثاني بهذا البيت:

  ... يظلُّ النِّساء المرضِعاتُ برهْوَةٍ⁣(⁣٢) ...

  قال: وذلك أنَّهنّ خوائفُ فيطُبْن المواضعَ المرتفِعة. وبِقول الآخَر:

  فجلّى كما جلَّى على رأْسِ رهوةٍ ... من الطَّير أقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أزرقُ⁣(⁣٣)

  وحكى الخَليل: الرَّهْوة: مستنقَعُ الماءِ، فأمّا

  حديث رسول اللَّه ÷، حين سُئل عن غَطَفان فقال: «رَهْوَةٌ تَنْسَعُ ماءً».

  فإنه أراد


(١) بدلها في القاموس: «المرهاة». واقتصر في اللسان على «مره» من أرهى.

(٢) البيت في اللسان (رهو) بدون نسبة. وهو لبشر بن أبي خازم، من قصيدة في المفضليات (٢: ١٢٩ - ١٣٣). وعجزه:

... تفزع من خوف الجان قلوبها ... .

(٣) البيت لذي الرمة في ديوانه ٤٠٠ واللسان (رها، قنا). ورواية الديوان واللسان:

«نظرت كما جلى».