معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عسم

صفحة 315 - الجزء 4

  وقال أبو عبيدة: يقال فرسٌ عاسل، إذا اضطربت مَعرفَتُهُ في سيره، وخَفق رأسُه واطَّرد متنُه. هذا هو الصحيح غير المشكوكِ فيه، ومما قاله وما ندري كيف صحّتُه، بل هو إلى البُطلان أقرب: العَسِيل: قضيبُ الفِيل. وزَعموا أن العَسِيل مِكنسة العَطّار يكسَح بها الطَّيب. وينشدون:

  كنَاحِتِ يوماً صخرةٍ بعَسيلِ⁣(⁣١)

عسم

  العين والسين والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على التواءِ ويُبْسٍ في عُضوٍ أو غيره. قال الخليل وغيرُه: العَسَمُ: يُبْسٌ في المِرْفَق تعوَجّ منه اليَدُ.

  يقال: عسِمَ الرَّجلُ فهو أعْسَم، والمرأة عَسْماء. قال الأصمعىُّ: في الكَّف والقَدم العسَم، وهو أن يَيْبَس مَفصِل الرُّسغ حتَّى تعوَّج الكفُّ أو القَدَم. قال:

  في مَنكِبَيه وفي الأصلاب واهنَةٌ ... وفي مَفاصله غَمْزٌ من العَسَمِ⁣(⁣٢)

  قال الكلابىّ: العَسْماء التي فيها انقلابٌ ويُبْس. ويقولون: العُسُوم:

  كِسَر: الخُبْز. وهذا قد رُوِى عن الخليل، ونُراه غلطاً. وهذا في باب الشِّين أصحّ، وقد ذُكِر.

  ومن الباب: عَسَمَ، إذا طَمِع في الشَّئ. والقياس صحيح، لأنَّ الطَّامعَ في الشَّئ يَميل إليه ويشتدُّ طلبُه له. ويقال عَسَمَ يَعْسِم، وهو من الكلمة التي قبلها، لأنّه لا يَكسِبه إلّا بعد المَيْل إليه. قال الخليل: والرَّجُل يَعسِم في جماعةِ


(١) فصل بين المتضايفين بالظرف. وصدره في اللسان (عسل):

فرشنى بخير لا أكون ومدحتى.

(٢) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في ديوان الهذليين (١: ١٩٢) واللسان (وهن).