معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قع

صفحة 14 - الجزء 5

  لكنَّهم أبدَلُوا الدّال طاءً فيقال: قَطِى وقَطْكَ وقَطْنى. وأنشدوا:

  امتلأ الحَوْضُ وقال قَطنِى ... حَسْبى رويداً قد ملأْتَ بَطْنِى⁣(⁣١)

  ويقولون قَطَاطِ، بمعنى حسبي⁣(⁣٢). وقولهم: ما رأيتُ مثلَه قطّ، أي أقطع الكلام في هذا⁣(⁣٣)، بِقوله على جهة الإمكان. ولا يقال ذلكْ إلا في الشَّئ الماضي.

قع

  القاف والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على حكاياتِ صوتٍ. من ذلك القَعقَعة: حكايةُ أصوات التِّرَسةِ وغيرها. والمُقَعقِع: الذي يُجيل القِداح.

  ويكون للقِداح عند ذلك أدنَى صوت. ويقال رجلٌ قَعقعانىٌّ، إذا مَشَى سمِعتَ لمفاصله قَعقَعةً. قال:

  ... قَعْقعَةَ المِحوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ⁣(⁣٤) ...

  وحِمارٌ قَعقعانىٌّ، وهو الذي إذا حَمَلَ على العانة صَكَّ لَحْيَيْه. ويقال: قَرَبُ قَعْقاعٌ: حثيث، سمِّى بذلك لما يكون عندهُ من حركات السَّير وقَعْقَعته. وطريقٌ قعقاعٌ: لا يُسلَك إلَّا بمشقَّة. فأمَّا القُعَاعُ فالماء المُرُّ الغليظ. يقال: أَقَعُّوا، إذا أنْبَطُوا قُعَاعاً. فهذا ممكنٌ أنْ يكون شاذَّا عن الأصل الذي ذكرناه، وممكن أن يكون مقلوباً من عَقَّ، وقد مضى ذِكره. ويقولون: قَعْقَع في الأرض: ذَهَب.

  وهذا من قياس الباب، لما يكون له عند سَيرِه من حركةٍ وقَعقعة.


(١) كذا ورد البيت. والرواية المشهورة: «سلا رويدا»، أو «مهلا رويدا». نظر اللسان (قطط، قطن)، والمخصص (١٤: ٦٢) ومجالس ثعلب ١٨٩ والإنصاف ٨٣ وإصلاح المنطق ٦٧، ٣٧٧.

(٢) وشاهده قول عمرو بن معديكرب، في اللسان:

أطلت فراطهم حتى إذا ما ... قتلت سراتهم قالت قطاط.

(٣) في الأصل: «فيه هذا».

(٤) لرؤبة في ديوانه ١٠٦ واللسان (قعع).